responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 243
سنين"[1].

فالامام يدعو الناس إلى إمامته ويرد مقالة المنحرفين والمموّلين من قبل المأمون وغيره من العبّاسيين.

الحالة الخاصّة للجواد التي أنكرها الكاتب:

أراد العبّاسيّون بقيادة المأمون أن يوقعوا بالامام الجواد من خلال مناظرة عقدوها له مع قاضي القضاة يحيى بن أكثم، حتّى يكشفوا للناس بأنّ الامامة والعصمة مصطلحات لا واقع لها في الخارج، وخصوصاً أنّ صغر السن للامام الجواد شجّعهم على ذلك.

فجاء يحيى بن أكثم قاضي القضاة مستعدّاً للمنازلة، مستهزئاً بالطرف المقابل لصغر سنّه، متوقعاً فوزه بالجولة الاولى وإنهاء مسألة الامامة والعصمة في الواقع الاسلامي، والغاءها من أذهان الناس، فابتدر يحيى بن أكثم بالسؤال عن محرم قتل صيداً:

أجابه الامام (عليه السلام) مستفسراً عن سؤاله بشقوق يجهلها السائل، فقال له:

"هل قتل في حل أو حرم؟ عالماً كان أو جاهلاً؟ عمداً أو خطأ؟ حرّاً كان المحرم أو عبداً؟ صغيراً كان أو كبيراً؟ مبتدياً بالقتل أو معيداً؟ من ذوات الطير كان الصيد أو من غيرها؟ من صغار الطير أو من كباره؟ مصّراً على ما فعل أو نادماً؟ في الليل كان القتل أو في النهار؟ في عمرة كان ذلك أو في حج"؟[2].

وراح الامام ينهل من علم الامامة ويشقّق المسألة، فتحيّر ابن أكثم بجواب هذه الشقوق واُلقم حجراً، عند ذلك انبرى المأمون ليتستر على هذه الفضيحة الجديدة لهم بقوله: (إنّ أهل هذا البيت خصّوا من دون الخلق بما ترون من الفضل، وإنّ صغر السنّ فيهم لا يمنعهم من الكمال.... أفلا تعلمون أنّ الله قد خصّ هؤلاء القوم وأنّهم ذريّة بعضهم من بعض، يجري لاخرهم ما يجري لاوّلهم)، قالوا: صدقت[3].


[1]الكافي: ج 1، ص 447، ح 8.

[2]الشيعة في الميزان: ص 243 ـ 244.

[3]الشيعة في الميزان: ص 244.

اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 243
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست