responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 186
بالانعزال، ووضع عنواناً بارزاً سمّاه (اعتزال الامام زين العابدين)[1].

ويكفي لرد هذه التهمة ما قاله العالم السنّي الشهير "الذهبي" بحقّ الامام زين العابدين، فقد قال: (فقد كان ـ زين العابدين ـ أهلاً للامامة العظمى لشرفه وسؤدده وعلمه وتألّهه وكمال عقله)[2].

أضف إلى ذلك، أنّ الانعزال المقصود هنا; إمّا اجتماعيّاً، أو سياسيّاً. أمّا الاوّل فقد خالفه التاريخ المنقول عن زين العابدين، يقول أبو حمزة الثمالي: (كان زين العابدين يحمل الخبز بالليل على ظهره، يتبع به المساكين في الظلمة)[3]. ويقول شيبة بن نعاقة: (لمّا مات عليّ وجدوه يعول مائة أهل بيت)[4].

فكيف بحال المنعزل أن يتبع هؤلاء؟! ونحن نجد اليوم من يتصدّى للمواقع، ومن يدّعي ألقاباً كثيرة، نجده غافلاً عمّا يدور حوله، فثمّ من يدّعي أنّه أبو الايتام وصاحب نظريّة الدفاع عن حقوق الانسان، بينما نجد في الواقع أنّ الناس تتضوّرون من حوله جوعاً ولا يعلم بهم.

إذن، الانعزال الاجتماعي لا ينسجم مع التاريخ الذي وصف لنا مواقف الامام زين العابدين.

أمّا إذا كان المقصود منه سياسيّاً، فهو لا ينسجم أيضاً مع أقوال الامام (عليه السلام) في الدفاع عن الحقّ المغتصب، وعن بيان دور الائمّة في المجتمع، فهو الذي يقول: "وأبناء أئمّة الهدى، ومصابيح الدجى الذين احتجّ الله بهم على عباده، ولم يدع الخلف سدى من غير حجّة"، وراح الامام يحدّد اُصولهم وفروعهم حيث يقول: "هل تعرفونهم أو تجدونهم إلاّ من فروع الشجرة المباركة، وبقايا الصفوة الذين أذهب الله عنهم الرجس


[1]أحمد الكاتب، تطوّر الفكر السياسي: ص 29.

[2]سير أعلام النبلاء: ج 4، ص 398/ 157.

[3]تاريخ دمشق: ح 41، ص 383; حلية الاولياء: ج 3، ص 135 ـ 136.

[4]طبقات ابن سعد: ج 5، ص 172/ 755.

اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 186
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست