اسم الکتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا (ع) المؤلف : العاملي، جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 155
آمال المأمون وآلامه
العباسيون لا يرضون بالمأمون!
لا يشك المؤرخون بأن المأمون كان أجدر من الأمين، وأحق بالخلافة[1]. بل لقد مر اعتراف الرشيد نفسه بذلك، لكنه اعتذر عن إسناده الأمر الأمين: بأن العباسيين، لا يرضون بالمأمون خليفة، وحاكما، رغم سنه وفضله وكياسته، وأنهم يرجحون أخاه الأمين عليه، قال الرشيد، حسبما تقدم: «وبنو هاشم مائلون إلى محمد بأهوائهم، وفيه ما فيه.. إلى أن قال: فإن ملت إلى ابني عبد الله. أسخطت بني هاشم، وإن أفردت محمداً بالأمر، لم آمن تخليطه على الرعية الخ!!»
ومر أيضاً قول الرشيد: «.. ولولا أم جعفر، وميل بني هاشم إليه [أي إلى الأمين] لقدمت عبد الله عليه..».
كما أن المأمون نفسه يقول في رسالته للعباسيين، المذكورة في أواخر هذا الكتاب: «.. وأما ما ذكرتم، مما مسكم من الجفاء في ولايتي، فلعمري ما كان ذلك إلا منكم: بمظافرتكم عليه، وممايلتكم إياه
[1]ليس المراد هنا: الجدارة الحقيقية، التي قررها الله، وبينها محمد (صلى الله عليه وآله)، وإنما المراد الجدارة التي يفهمها هؤلاء، واعتاضوا بها عن حكم الله، وسنة نبيه..
اسم الکتاب : الحياة السياسية للإمام الرضا (ع) المؤلف : العاملي، جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 155