responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حوار مع صديقي الشيعي المؤلف : الهاشمي بن علي    الجزء : 1  صفحة : 119

التَوسّل... إيمان أم شرك:

لازلت أذكر تلك الولائم والإحتفالات التي كانت تُقام في ضريح أحد الأولياء الصالحين بقريتنا، وكان هذا الوليّ على ما تتناقله ذاكرة الأجيال أحد الشرفاء[1] المغاربة من بني إدريس، كان بناءاً تقليديّا تعلوه قبّة شامخة زاد من شموخها الربوة التي كان بناء الضريح قائما عليها.

كانت زوجة عمّي تأخذني كلّما سنحت الفرصة للزيارة والتبرّك ـ وكان هذا الضريح يعتبر ضريح القرية "الرسمي"، حيث كان لكلّ بلدة وليّها الخاص بها والذي كانت أغلب المناسبات الدينية تقام فيه كحفلات الختان، والعودة من الحجّ، والمَولد النبوي الشريف وغيرها ـ وكانت زوجة عمّي توصيني في كلّ زيارة بأن آخذ من تراب ذلك الضريح وأمسح به وجهي ورقبتي وصدري، لأنه كما قالت لي فيه شفاء وفيه ما فيه من دفع للآفات والأمراض. وكان أكثر ما يشدني في تلك الفترة من عمري اللّهو والنزهة أكثر من البحث عن أحراز وعوذات، وكان هذا رسم في موطني يشب عليه الصغير ويهرم عليه الكبير.

ثمّ تمرّ أعوام وأعوام حتّى بدأت بعض الأصوات من بعض الحركات الإسلامية الجديدة على الساحة تستكره هذه الأعمال وتعدّها


[1]ـ جمع شريف وينسب إلى من ينحدر من سلالة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

اسم الکتاب : حوار مع صديقي الشيعي المؤلف : الهاشمي بن علي    الجزء : 1  صفحة : 119
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست