responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حوار مع صديقي الشيعي المؤلف : الهاشمي بن علي    الجزء : 1  صفحة : 108
على هذه الفعلة الشنيعة خلافات حادة بينها وبين زوجها، فكان كأس ماء ممزوج بكمية من مبيد الحشرات المسحوق كافيا ليوصلها إلى هذه النهاية المأساوية.

وتكرّرت نفس الكلمات والتعابير حيث كنت أسمع نساء جيراننا يردّدن كلمات مثل "مكتوب عليها" "هذا قدرها" وأمثال ذلك. وترجع إلى نفسي تلك التساؤلات وتدخلني نفس الحيرة: إذا كان هذا الفعل فعل الله ومشيئته فما ذنب هذه المسكينة وما حيلتها أمام طوفان القضاء المحتوم هذا؟! إنّها لم تزد على أن أدّت دورها المناط بعهدتها!

كلّ ما خزنته في ذاكرتي من تساؤلات أفرغتها دفعة واحدة فيما بعد أمام صديقي الشيعي، وكأنني كنت أُحمّل نفسي حملا لا طاقة لي به، فكانت فرصة جديدة لنقاش مفتوح جديد.

ما إن طرحت أسئلتي على صديقي ضحك حتّى بدت نواذجه، ففهمت أنّ الشيعة لها رأي آخر مغاير بـ 180 درجة.

قال لي صديقي: ما تقول أنت؟!

أجبت معلّلا: أنا شخصيّا لا أجدني مرتاحا لهذه التأويلات، ولكني كنت خائفا من أنّ رأيي الشخصي هو في الواقع ردّ لمشيئة الله وكفر بها، فكنت رهين محذورين.

قال صديقي: إذن إعلم أنّ الإسلام مستحيل أن يخالف الفطرة الإنسانية ولا يمكن أن يخالف العقل أيضاً، وللأسف أنّ الأشعري[1]


[1]ـ أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري، المتوفى سنة 324هـ، صاحب كتاب مقالات الإسلاميين.

اسم الکتاب : حوار مع صديقي الشيعي المؤلف : الهاشمي بن علي    الجزء : 1  صفحة : 108
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست