responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحقيقة الضائعة المؤلف : معتصم سيد أحمد    الجزء : 1  صفحة : 269
أحكامهم وفتاويهم، ففشا هذا المذهب هناك وحظي بالقبول لا بحسب مؤهلاته ومقوماته الروحية، وإنما سار على حسب نظام القوة التي خضع الناس لها بدون تبصر)[1].

وكذلك انتشر في المغرب عندما تولى علي بن يوسف بن تاشفين، في دولة بني تاشفين فعظم الفقهاء وقربهم، وكان لا يقرب إلا من كان مالكياً، فتنافس الناس في تحصيل المذهب المالكي فنُفقت في زمانه كتب المذهب وعملوا بها وتركوا ما سواها حتى قلّ اهتمام الناس بكتاب الله وسنة نبيه.

هكذا لعبت السياسة في دين المسلمين فأصبحت هي التي تتحكم في اعتقادتهم وتسيّر عباداتهم، فتوارث الناس المذاهب المفروضة وسلموا بها من غير جدال أو نقاش، وكان الأجدر أن يستقل كل جيل في معرفة ذلك ولا يقلد ويطيع طاعة عمياء.

قال ابن حزم: مذهبات انتشرا في مدبء أمرهما بالرئاسة والسلطان:

مذهب أبي حنيفة فإنه لما ولي أبو يوسف القضاء كان لا يولي قاضياً إلا من أصحابه المنتسبين إليه وإلى مذهبه.

والثاني: مذهب مالك عندنا في الأندلس، فإن يحيى بن يحيى كان مكيناً عند السلطان مقبولاً في القضاء، فكان لا يولي قاضياً في أقطار الأندلس غلا بمشاورته واختياره ولا يسير إلا بأصحابه، والناس راع إلى الدنيا، فأقبلوا عل ما يرجون به بولغ أغراضهم[2].

  طعون على مالك:

تجاوزت في هذا المقام، أقوال المتعصبين له، وتركت ما عندهم من فضائل ما أنزل الله بها من سلطان، لأنها ليست ميزاناً واقعياً لمعرفة شخصية


[1] الإمام الصادق والمذاهب الأربعة ج1 ص 166.

[2] ابن خلكان ج 2 ص 116.

اسم الکتاب : الحقيقة الضائعة المؤلف : معتصم سيد أحمد    الجزء : 1  صفحة : 269
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست