responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثم اهتديت (تحقيق وتعليق مركز الأبحاث العقائدية) المؤلف : التيجاني السماوي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 585

مصيبتنا في الاجتهاد مقابل النّصوص

استنتجت من خلال البحث أن مصيبة الأمّة الإسلامية انجرّت عليها من الاجتهاد الذي دأب عليه الصحابة مقابل النّصوص الصريحة، فاخترقت بذلك حدود الله، ومحقت السنّة النبويّة، وأصبح العلماء والأئمّة بعد الصحابة يقيسون على اجتهادات الصحابة، ويرفضون بعض الأحيان النّص النبويّ إذا تعارض مع ما فعله أحد الصحابة، أو حتّى النّص القرآني، ولست مبالغاً.

وقد قدّمت كيف أنّهم رغم وجود النّص على التيمّم في كتاب الله وسنّة الرسول الثابتة.. رغم كلّ ذلك اجتهدوا، فقالوا بترك الصلاة مع فقد الماء، وقد علّل عبد الله بن عمر اجتهاده بالنّحو الذي أشرنا إليه في مكان آخر من بحثنا.

ومن أوائل الصحابة الذين فتحوا هذا الباب على مصراعيه هو الخليفة الثاني الذي استعمل رأيه مقابل النّصوص القرآنية بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله)، فعطّل سهم المؤلّفة قلوبهم الذين فرض الله لهم سهماً من الزكاة، وقال : « لا حاجة لنا فيكم ».

أمّا اجتهاده في النّصوص النبويّة فلا يحصى، وقد اجتهد في حياة الرسول نفسه وعارضه عدّة مرّات، وقد أشرنا في ما سبق إلى معارضته في صلح الحديبيّة، وفي منع كتابة الكتاب وقوله : « حسبنا كتاب الله ».

وقد وقعت له حادثة أُخرى مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلّها تعطينا صورة أوضح لنفسيّة عمر، الذي أباح لنفسه أن يناقش ويجادل ويعارض صاحب الرسالة، تلك هي حادثة التبشير بالجنّة، إذ بعث رسول الله أبا هريرة وقال له : « من لقيته من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلاّ الله مستيقناً بها قلبه فبشّره بالجنّة »، فخرج

اسم الکتاب : ثم اهتديت (تحقيق وتعليق مركز الأبحاث العقائدية) المؤلف : التيجاني السماوي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 585
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست