responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثم اهتديت (تحقيق وتعليق مركز الأبحاث العقائدية) المؤلف : التيجاني السماوي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 464

قال : تسألون بالضم.

قلت : الحمد لله، لو كانت بالفتح لأمتنع البحث، وما دامت بالضم فمعناها أنّ الله سبحانه سوف لن يحاسبنا عمّا فعلوا وذلك كقوله تعالى : ﴿كُلُّ نَفْس بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ [1] ، و﴿وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى [2] .

وقد حثّنا القرآن الكريم على استطلاع أخبار الأمم السابقة ولنستخلص منها العبرة، وقد حكى الله لنا عن فرعون وهامان ونمرود وقارون وعن الأنبياء السابقين وشعوبهم، لا للتسلية ولكن ليعرّفنا الحقّ من الباطل، أمّا قولك : وما يهمّني من هذا البحث؟

نعم يهمّني :

أوّلا: لكي أعرف وليّ الله فأواليه، وأعرف عدوّ الله فأعاديه، وهذا ما طلبه منّي القرآن بل أوجبه عليّ.

ثانياً: يهمّني أن أعرف كيف أعبد الله، وأتقرّب إليه بالفرائض التي افترضها، وكما يريدها هو جلّ وعلا لا كما يريدها مالك أو أبو حنيفة أو غيرهم من المجتهدين; لأنّي وجدت مالكاً يقول بكراهة البسملة في الصّلاة، بينما يقول أبو حنيفة باستحبابها، ويقول غيره ببطلان الصلاة بدونها [3] ، وبما أنّ الصلاة هي عمود الدّين،


[1] سورة المدّثر: ٣٨.

[2] سورة النجم: ٣٩.

[3] تحفة الأحوذي في شرح سنن الترمذي ٢: ٤٧ قال: «إعلم أنّ في قراءة البسملة في الصلاة ثلاثة أقوال:
أحدها: أنّها واجبة كمذهب الشافعي وإحدى الروايتين عن أحمد وطائفة من أهل الحديث، بناءً على أنّها من الفاتحة.
والثاني: أنّها مكروهة سراً وجهراً، وهو المشهور عن مالك.
والثالث: إنّها جائزة، بل مستحبّة وهو مذهب أبي حنيفة..».
وقال ابن حزم في المحلّى ٣:٢٥١: «مسألة: ومن كان يقرأ برواية من عدّ من القرّاء بسم الله الرحمن الرحيم آية من القرآن لم تجزه الصلاة إلاّ بالبسملة، وهم عاصم بن أبي النجود، وحمزة، والكسائي، وعبد الله بن كثير وغيرهم من الصحابة والتابعين ومن كان يقرأ برواية من لا يعدها آية من أمّ القرآن فهو مخيّر بين أن يبسمل وبين أن لا يبسمل وهو ابن عامر وأبي عمر ويعقوب، وفي بعض الروايات عن نافع.
وقال مالك: لا يبسمل المصلّي إلاّ في صلاة التراويح في أوّل ليلة من الشهر.
وقال الشافعي: لا تجزىء الصلاة إلاّ ببسم الله الرحمن الرحيم..».
وراجع الى سبل السلام ١:٨٨، نيل الأوطار ٢: ٢٢٤، فقه السنّة: ١٢٦.

اسم الکتاب : ثم اهتديت (تحقيق وتعليق مركز الأبحاث العقائدية) المؤلف : التيجاني السماوي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 464
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست