responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثم اهتديت (تحقيق وتعليق مركز الأبحاث العقائدية) المؤلف : التيجاني السماوي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 459

بداية التحول

بقيت متحيّراً ثلاثة أشهر مضطرباً حتّى في نومي، تتجاذبني الأفكار وتموج بي الظنون والأوهام، خائفاً على نفسي من بعض الصحابة الذين أحقّق في تاريخهم، فأقف على بعض المفارقات المذهلة في سلوكهم، لأنّ التربية التي تلقيتها طيلة حياتي تدعوني إلى احترام وتقديس أولياء الله والصالحين من عباده الذين ( يؤذون ) من يتكلّم في حقّهم سوءً، أو يسيء إليهم الأدب حتّى في غيابهم وإن كانوا موتى.

ولقد قرأت في ما سبق في كتاب حياة الحيوان الكبرى للدّميري [1] : إنّ رجلا كان يشتم عمر بن الخطّاب، وكان أصحابه في القافلة ينهونه، فلمّا ذهب يتبوّل لدغه أسود سالخ فمات لحينه، وحفروا له لدفنه، فوجدوا في القبر أسود سالخ، ثمّ حفروا قبوراً أخرى وفي كلّ مرّة يجدون أسود سالخ، فقال لهم أحد العارفين : ادفنوه أنّى شئتم، فلو حفرتم الأرض كلها لوجدتم أسود سالخ، ذلك ليعذّبه الله في الدنيا قبل الآخرة على شتمه سيّدنا عمر.

ولذلك وجدتني وأنا أقحم نفسي في هذا البحث العسير خائفاً محتاراً، وخصوصاً لأنني تعلّمت في الفرع الزيتوني بأنّ أفضل الخلفاء على التحقيق سيّدنا أبو بكر الصّديق، ثُمّ يأتي بعده سيّدنا عمر بن الخطّاب الفاروق الذي يفرّق الله به بين الحقّ والباطل، ثُمّ بعده سيّدنا عثمان بن عفّان ذو النورين الذي استحت منه ملائكة


[1] كتاب حياة الحيوان الكبرى للدميري. هذه القصّة توجد في حديثه عن الأسود السالخ (المؤلف).

اسم الکتاب : ثم اهتديت (تحقيق وتعليق مركز الأبحاث العقائدية) المؤلف : التيجاني السماوي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 459
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست