responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثم اهتديت (تحقيق وتعليق مركز الأبحاث العقائدية) المؤلف : التيجاني السماوي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 396

أخي إنّك لا تدري ما أحدثنا بعده [1] .

وإذا كان هذا الصحابي من السابقين الأوّلين الذين بايعوا النبي (صلى الله عليه وآله)تحت الشجرة، ورضي الله عنهم وعلم ما في قلوبهم فأثابهم فتحاً قريباً، يشهد على نفسه وعلى أصحابه بأنّهم أحدثوا بعد النبي، وهذه الشهادة هي مصداق ما أخبر به (صلى الله عليه وآله)وتنبّأ به من أنّ أصحابه سيحدثون بعده ويرتدّون على أدبارهم، فهل يمكن لعاقل بعد هذا أن يصدّق بعدالة الصحابة كُلّهم أجمعين ـ أكتعين أبصعين ـ على ما يقول به أهل السنّة والجماعة؟

والذي يقول هذا القول، فإنّه يخالف العقل والنقل، ولا يبقى للباحث أيّ مقاييس فكريّة يعتمدها للوصول إلى الحقيقة.

٤ ـ شهادة الشيخين على نفسيهما :

أخرج البخاري في صحيحه في باب مناقب عمر بن الخطّاب، قال : لمّا طعن عمر جعل يألم، فقال له ابن عبّاس وكأنّه يجزعه : يا أمير المؤمنين ولئن كان ذاك لقد صحبت رسول الله فأحسنت صحبته، ثمّ فارقته وهو عنك راض، ثمّ صحبت أبا بكر فأحسنت صحبته، ثمّ فارقته وهو عنك راض، ثمّ صحبت صحبتهم فأحسنت صحبتهم، ولئن فارقتهم لتفارقنّهم وهم عنك راضون.

قال : أما ما ذكرت من صحبة رسول الله ورضاه فإنّما ذاك من منّ الله تعالى منّ به عليّ، وأما ما ذكرت من صحبة أبي بكر ورضاه، فإنّما ذاك من منّ الله جل ذكره منّ به عليّ، وأما ما ترى من جزعي فهو من أجلك وأجل أصحابك، والله لو


[1] صحيح البخاري ٥: ٥٦ باب غزوة الحديبية، وفي الإصابة ٣: ٦٧، وتاريخ دمشق ٢٠: ٣٩١، عن أبي سعيد الخدري.

اسم الکتاب : ثم اهتديت (تحقيق وتعليق مركز الأبحاث العقائدية) المؤلف : التيجاني السماوي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 396
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست