responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ثم اهتديت (تحقيق وتعليق مركز الأبحاث العقائدية) المؤلف : التيجاني السماوي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 110

لقاء العلماء

أدخلني صديقي إلى مسجد في جانب الحرم مفروش كُلّه بالسجّاد، وفي محرابه آيات قرآنية منقوشة بخط جميل، ولفت انتباهي مجموعة من الصبيان المعمّمين جالسين قرب المحراب يتدارسون وكُلّ واحد في يده كتاب، فأعجبت لهذا المنظر الجميل ولم يسبق لي أن رأيت شيوخا بهذا السنّ أعمارهم تتراوح ما بين الثالثة عشر والسادسة عشر وقد زادهم جمالاً ذلك الزي فأصبحوا كالأقمار.

سألهم صديقي عن « السيّد » وأخبروه بأنّه يصلّي بالناس جماعة، ولم أفهم من هو السيّد الذي سألهم عنه، غير أنّني توقّعت أنّه أحد العلماء. وعرفت فيما بعد أنّه السيّد الخوئي زعيم الحوزة العلمية للطائفة الشيعيّة، مع العلم بأنّ لقب « السيّد » عند الشيعة هو لقب لكُلّ منحدرٍ عن سلالة النبي (صلي الله عليه و آله وسلم)، ويرتدي « السيّد » العالم أو طالب العلوم الدينية عمامة سوداء، وأما العلماء الآخرون فيرتدون عمامة بيضاء ويلقّبون بـ « الشيخ »، وهناك نوع من الأشراف الذين ليسوا بعلماء فلهم عمامة خضراء.

طلب إليهم صديقي أن أجلس معهم ريثما يذهب للقاء « السيّد »، ورحّبوا بي وأحاطوني بنصف دائرة، وأنا أنظر في وجوههم وأستشعر براءتهم ونقاوة سريرتهم، وأستحضر في ذهني حديث النبي (صلي الله عليه و آله وسلم) حيث قال : « يولد المرء على الفطرة، فأبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه »[1]، وقلت في نفسي : أو يشيّعانه.


[1] صحيح مسلم ٨: ٥٢، كتاب القدر، باب معنى كلّ مولود يولد على الفطرة.

اسم الکتاب : ثم اهتديت (تحقيق وتعليق مركز الأبحاث العقائدية) المؤلف : التيجاني السماوي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 110
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست