responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التوسل المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 65
وعرفه، وإذا مرّ بقبر لا يعرفه فسلّم عليه ردّ عليه السلام[1].

ويدل على هذا أيضاً ما جرى عليه عمل الناس قديماً وإلى الآن من تلقين الميّت في قبره، ولولا أنّه يسمع ذلك وانتفع به لم يكن فيه فائدة وكان عبثاً، وقد سئل عنه الإمام أحمد (رحمه الله) فاستحسنه واحتجّ عليه بالعمل.


*  *  *

الشبهة الثالثة: انقطاع عمل الإنسان

يدل على انقطاع الصلة بين الحياتين الحديث المتواتر عن رسول الله: " إذا مات المرء انقطع عمله إلاّ عن ثلاث: صدقة جارية، وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له " وهذه الرواية تشمل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)[2].

فعلى هامش هذه الشبهة نقول: إنّ من وطّن نفسه على إثبات ما يتمناه سواء أكان حقاً أم باطلا فهو يتمسّك بكل شيء سواء أكانت له دلالة على ما يتبناه أم لا.

فأي دلالة لهذا الحديث على انقطاع الصلة، إذ غاية ما يدل عليه أنّ الإنسان لا ينتفع بعمله شخصياً بعدما انتقل إلى البرزخ إلاّ عن ثلاث، فليس له عمل مباشر ينتفع به إلاّ هذه الثلاث، وأمّا أنّه لا يتمكن من التكلم والجواب والاستغفار في حق الغير فلا دلالة للحديث عليه.

هكذا تزول الشبهات ويبقى الأصل سليماً وهو أنّ الأنبياء أحياء بعد مفارقة الأرواح لأجسادهم الطاهرة وأنّه من الممكن اتصال الأحياء بأرواحهم، كل ذلك بإذنه سبحانه.


[1] الإمام شمس الدين ابن القيم: الروح: 5 ـ 6.

[2] المصدر نفسه: 267.

اسم الکتاب : التوسل المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 65
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست