responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التوسل المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 46
ويأخذها في مرحلتين: حين الموت وحين النوم، فما قضى عليها بعدم الرجوع إلى الدنيا أمسكها، ولم يردّها إلى الجسد، وما لم يقض عليها كذلك أرسلها إلى أجل مسمّى. كل ذلك يكشف عن أنّ الموت ليس فناءَ الإنسانِ وآية العدم، بل هناك انخلاع عن الجسد وارتحال إلى عالم آخر.

د ـ وهناك كلمة قيّمة لأبي الشهداء الحسين بن علي (عليه السلام) توضح هذه الحقيقة إذ قال لأصحابه في يوم عاشوراء: " صبراً يا بني الكرام فما الموت إلاّ قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضراء، إلى الجنان الواسعة والنعم الدائمة فأيّكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر، وما هو لأعدائكم إلاّ كمن ينتقل من قصر إلى سجن وعذاب، إنّ أبي حدّثني عن رسول الله أنّ الدنيا سجن المؤمن، وجنّة الكافر، والموت جسر هؤلاء إلى جنانهم وجسر هؤلاء إلى جحيمهم ما كذبتُ ولا كُذِّبتُ "[1].

وفي هذه الآيات غنى وكفاية لثبوت الحياة البرزخية للأنبياء والشهداء والصديقين، بل لغيرهم وقد شهدت بذلك الآيات الكريمة التي لا مجال لنقلها، وهذه الحقيقة ممّا أجمع عليها أئمة أهل السنّة، فهذا الإمام الأشعري يقول: " ومن عقائدنا أنّ الأنبياء (عليهم السلام) أحياءٌ " وقد ألّف كتاباً أسماه "حياة الأنبياء"[2].

فلنقتصر بهذا البيان في إثبات الموضوع الأوّل وقد تركنا الاحتجاج على حياتهم بما ورد في السنّة النبويّة وسيوافيك بعضها في المستقبل.


*  *  *


[1] مصطفى الموسوى: بلاغة الحسين: ص 47.

[2] السبكي: طبقات الشافعية: 3/406.

اسم الکتاب : التوسل المؤلف : السبحاني، الشيخ جعفر    الجزء : 1  صفحة : 46
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست