اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 72
فالأصحاب ـ وحسب التقسيم القرآني
المستفاد من الآيات السابقة وآيات أُخرىٰ ـ فيهم العدول ، وهم عظماء
الصحابة وعلماؤهم وأولياء أُمورهم ، وفيهم البغاة ، وفيهم أهل الجرائم من
المنافقين ، وفيهم مجهول الحال.
بل علىٰ الكاتب أن يقرأ قوله
تعالىٰ في سورة التوبة ذاتها ، الآية ١١٩ : (يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) ، الدالّ
بكلّ وضوح علىٰ أنّ في الأُمّة صنفين من الناس :
الأوّل
: المطالَبون بالتقوىٰ ، وبالكون
مع الصادقين ، وهم عامّتها.
والثاني
: الصادقون ، الّذين أمر الله المؤمنين
بالكون معهم ..
فإن قلنا : إنّ الصحابة هم الصادقون حسب
هذا الخطاب ، وكذلك هم المؤمنون المطالبون بالتقوىٰ ؛ يكون معنىٰ الآية
إذاً : يا أيّها الصحابة
! كونوا مع أنفسكم !! وهذا الكلام غير مراد قطعاً ، فهو لا يصدر من البليغ ،
لأنّه لا معنىٰ له ، فلا بُدّ أن يكون الصادقون ، الّذين أمر الله
المؤمنين أن
يكونوا معهم حسب هذه الآية ، قوماً آخرين غير مجموع الصحابة ، فمَن هؤلاء
؟!
أقول :
مَن رجع إلىٰ حديث الثقلين المار
ذكره ، يجد الجواب جليّاً لا غطش ـ لا ظلمة ـ فيه [١].
وسيأتي بعد قليل بيان السُنّة النبوية
لواقع الأصحاب وما هم عليه بما
[١] راجع : تفسير
الرازي للآية الكريمة تجده يفسّرها كما بيّناه أعلاه.
وراجع : مَن ذكر أنّ المراد بالكون
مع الصادقين في الآية الكريمة أي : مع عليّ ابن أبي طالب في الصواعق المحرقة : ٩٠ ، وفتح القدير ٢ / ٤١٥ وغيرها.
اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 72