اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 315
فأقول :
إنّ وجوب التوبة عامّ في الأشخاص
والأحوال ، فلا ينفك منه أحد البتة ، كما قال تعالىٰ : ( وَتُوبُواْ
إلىٰ اللهِ جَمِيعًا )
، فعمّم الخطاب ، وكلّ إنسان لا يخلو من معصية ، إلاّ أنّ الأنبياء والأوصياء ذنوبهم ليست كذنوبنا [١]
، وإنّما هي ترك دوام الذكر والاشتغال بالمباحات ، ولذا ورد أنّ : حسنات الأبرار سيّئات المقرّبين ..
وقال الإمام الصادق عليهالسلام : « إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يتوب
إلىٰ الله ويستغفره في كلّ يوم وليلة مائة مرّة ـ وفي حديث : سبعين مرّة ـ من غير ذنب » [٢] ، أي : كذنوبنا.
فإنّ ذنب كلّ واحد إنّما هو بحسب قدره
ومنزلته عند الله ، وهذا باب شريف ينفتح منه معنىٰ اعتراف الأنبياء
والأئمّة بذنوبهم وبكائهم وتضرّعهم ، فإنّ قلوبهم لنهاية صفائها ونورانيتها
يؤثّر فيها الاشتغال بالمباحات ، والغفلة عن الذكر ، والفكر بالتوجّه إلىٰ
هذا العالم ، فيعدّون ذلك معصية بالنسبة إليهم ، يستغفرون الله منها [٣].
قال ابن أبي الحديد في شرحه للكلمات
السابقة الواردة عن أمير المؤمنين عليهالسلام
: هذا فتح لباب التوبة ، وتطريق إلىٰ طريقها ، وتعليم للنهضة
[١] عليّ عليهالسلام هو وصيّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
; انظر : مسند
أبي يعلىٰ ٤ / ٣٤٥ ، المعجم الكبير ٦ / ٢٢١ ، الرياض النضرة ٣ / ١٣٨ ، كنز
العمّال ١١ / ٦١ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٣٩٢ ، سبل الهدىٰ والرشاد ١١ /
٢٩١.