اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 305
للشريعة ، سواء كانت
عن عمد أم سهو أم غفلة ، تعدّ افتراقاً عن القرآن في هذه الحال ، وإن لم
يتحقّق انطباق عنوان المعصية عليها أحياناً ، كما في الغافل والساهي ،
والحديث صريح في عدم افتراقهما حتّىٰ يردا الحوض.
٢ ـ عدّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
التمسّك بهم عاصماً من الضلالة دائماً وأبداً ، كما هو مقتضىٰ ما تفيده كلمة : « لن » التأبيدية ؛ وفاقد الشيء لا يعطيه.
٣ ـ علىٰ أنّ تجويز الافتراق
عليهم بمخالفة الكتاب وصدور الذنب منهم تجويز للكذب علىٰ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، الّذي أخبر عن الله عزّ وجلّ بعدم وقوع افتراقهما ، وتجويز الكذب عليه
متعمّداً في مقام التبليغ والإخبار عن الله تعالىٰ في الأحكام وما يرجع
إليه من موضوعاتها وعللها ، منافٍ لافتراض العصمة في التبليغ ، وهي ممّا
أجمعت عليه كلمة المسلمين علىٰ الإطلاق ، حتّىٰ نفاة العصمة عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم
بقول مطلق ..
يقول الشوكاني بعد استعراضه لمختلف
مبانيهم في عصمة الأنبياء : وهكذا وقع الإجماع علىٰ عصمتهم بعد النبوّة من
تعمّد الكذب في الأحكام الشرعية ؛ لدلالة المعجزة علىٰ صدقهم [١].
وأود هنا أن أنقل للقارئ الكريم ـ إتماماً
للفائدة ـ كلام السيّد محسن الأمين رحمهالله
في كتابه أعيان
الشيعة ، فبعد أن أورد حديث الثقلين المارّ
ذكره ، بلفظ مسلم وأحمد وغيرهما من الحفّاظ ، قال : دلّت هذه الأحاديث علىٰ
عصمة أهل البيت من الذنوب والخطأ ؛ لمساواتهم فيها بالقرآن الثابت عصمته :