علينا طاعة المعصوم والمعصوم معدوم حسب الفرض ؛ لتحقّق إجماع المسلمين كافّة أنّ غيرهم ليس بمعصوم ، والتكليف بالمحال محال علىٰ الله تعالىٰ [١].
واستناداً إلىٰ التفسير السابق للفخر الرازي بأنّ مَن وجبت طاعته مطلقاً وجبت عصمته ، سنثبت عصمة أهل البيت عليهمالسلام بآية أُخرىٰ من القرآن الكريم ، وهي : آية المودّة ، وهي قوله تعالىٰ : ( قُل لاَّ أَسلكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِى القربىٰ ) [٢] ..
وإليك البرهان بتطبيق الشكل الأوّل من الأشكال الأربعة المعروفة في علم المنطق ، فنقول :
من وجبت مودّته مطلقاً ............... وجبت طاعته مطلقاً
وكلّ من وجبت طاعته مطلقاً ............... وجبت عصمته
فالنتيجة :
من وجبت مودّته مطلقاً ................... وجبت عصمته
أمّا دليل الصغرىٰ : فقوله تعالىٰ : ( قُلْ إِنْ كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِى ... ) [٣] ، الّذي شرَط الحبّ بلزوم الاتّباع ، الّذي يعني : الطاعة.
وهذا القياس منتج ; لأنّ شروط الشكل الأوّل متوفّرة فيه ، وهي : إيجاب الصغرىٰ ، وكلّيّة الكبرىٰ.
وعلىٰ هذا ، نكون قد أثبتنا عصمة أهل البيت عليهمالسلام الّذين أوجب الله مودّتهم في كتابه من خلال آيات القرآن الكريم نفسها ، بقياس منطقي
[١] راجع كلامه في التفسير الكبير ١٠ / ١٤٤.
[٢] سورة الشورىٰ : الآية ٢٣.
[٣] سورة آل عمران : الآية ٣١.