اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 294
قوله عليهالسلام
: « ولم يخل سبحانه خلقه من نبيّ مرسل ، أو كتاب منزل ، أو حجّة لازمة » [١].
وقوله عليهالسلام
: « اللّهمّ بلىٰ ، لا تخلو الأرض من قائم لله بحجّة : إمّا ظاهراً مشهوراً ، أو خائفاً مغموراً [٢]
؛ لئلاّ تبطل حجج الله وبيّناته ، وكم ذا وأين أُولئك [٣]
؟!
أُولئك ـ والله ـ الأقلّون عدداً ، والأعظمون
عند الله قدراً ، يحفظ الله بهم حججه وبيّناته ، حتّىٰ يودعوها نظراءهم ،
ويزرعوها في قلوب أشباههم ، هجم بهم العلم علىٰ حقيقة البصيرة ، وباشروا
روح اليقين ، واستلانوا ما استوعره المترفون [٤]
، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون ، وصحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلّقة بالمحلّ الأعلىٰ ، أُولئك خلفاء الله
في أرضه ، والدعاة إلىٰ دينه » [٥]
..
وفي كلامه عليهالسلام
هذا بيان وافٍ لعلّة وجود الحجج بعد الأنبياء والرسل والكتب المنزلة ؛ فانظر إلىٰ قوله عليهالسلام
: « لئلاّ تبطل حجج الله وبيّناته » ، وقوله عليهالسلام
: « يحفظ الله بهم حججه وبيّناته ، حتّىٰ يودعوها نظراءهم ... ».
[١] نهج البلاغة ـ
تعليق الشيخ محمّد عبده ـ ١ / ٢٤ الخطبة الأُولىٰ.
[٣] قال الشيخ محمّد
عبده في شرحه : استفهام عن عدد القائمين لله بحجّته ، واستقلال له ، وقوله : « وأين أُولئك ؟! » استفهام عن أمكنتهم ، وتنبيه علىٰ
خفائها.
[٤] عدّوا ما
استخشنه المنعّمون ليّناً ; وهو : الزهد.
[٥] نهج البلاغة ـ
تعليق الشيخ محمّد عبده ـ ٤ / ٣٧ ..
وانظر كلامه عليهالسلام هذا في تذكرة الحفّاظ ١ / ١٢
، المناقب ـ للخوارزمي ـ : ٣٦٦ ، كنز العمّال ١ / ٢٦٣ ; يرويه عن : ابن عساكر ، وابن الأنباري في المصاحف ، والمرهبي في العلم ، وأبي نعيم في الحلية.
اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 294