اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 287
الحاجة من الخلق
إلىٰ أن يُقيمها بمساك قوّته ، ما دلّنا باضطرار قيام الحجّة له علىٰ
معرفته ، فظهرت البدائع الّتي أحدثها آثارُ صنعته ، وأعلامُ حكمته ؛
فصار كلّ ما خلقَ حجّةً له ودليلاً عليه ، وإن كان خلقاً صامتاً ، فحجّته
بالتدبير ناطقة ، ودلالتُهُ علىٰ المبدع قائمة » [١].
وعن الإمام أبي عبد الله الصادق عليهالسلام : « الصورة
الإنسانية هي أكبر حجّة لله علىٰ خلقه ، وهي الكتاب الّذي كتبه الله بيده » [٢].
وقد ورد أنّ العقل حجّة الله علىٰ
خلقه [٣] ، كما أنّ
القرآن حجّة الله علىٰ خلقه ؛ قال أمير المؤمنين عليهالسلام
من خطبة له : « فالقرآن آمرٌ زاجر ، وصامتٌ ناطق ، حُجّة الله علىٰ خلقه » [٤].
وأهل البيت عليهمالسلام حجج الله
علىٰ خلقه ; لِما ورد عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
أنّه قال في حقّهم : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل
بيتي ; ما إن تمسّكتم بهما فلن تضلّوا بعدي أبداً ، وإنّهما لن يفترقا
حتّىٰ يردا
علَيَّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفونني فيهما » [٥]
..
فقد قرن الحديث أهل البيت بالكتاب الّذي
لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وجعل التمسّك بهما معاً عاصماً
من الضلالة ، وأخبر بتلازم أهل البيت والكتاب وعدم افتراقهما إلىٰ يوم
القيامة.
فإذا كان التمسّك بالقرآن ـ الّذي هو
حجّة الله علىٰ خلقه ـ هو الأخذ بتعاليمه وأحكامه ، فكذلك يكون التمسّك بمَن جُعلوا عدلا له وقرناء ،
[١] نهج البلاغة ـ
تعليق الشيخ محمّد عبده ـ ١ / ١٦٤.