اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 256
قال عليهالسلام
: « فاسألوني قبل أن تفقدوني ، فو الّذي نفسي بيده لا تسألوني عن شيء فيما
بينكم وبين الساعة ، ولا عن فئة تهدي مائة ، وتضلّ مائة إلاّ أنبأتكم
بناعقها [١]
، وقائدها ، وسائقها ، ومناخ ركابها ، ومحطّ رحالها ، ومَن يُقتل من أهلها قتلاً ، ويموت منهم موتاً » [٢].
فهذا النصّ كاف لوحده في إثبات نسبة
العلوم الّتي أشار إليها الكاتب سابقاً ، بأنّ أهل البيت عليهمالسلام
يعلمون متىٰ يموتون ، وأنّهم يعلمون علم ما كان وما سيكون إلىٰ قيام الساعة ، وعندهم أسماء أهل الجنّة وأهل النار ... إلىٰ غير ذلك.
فالنصّ المذكور صريح بعلم الإمام عليهالسلام
بما هو كائن
إلىٰ يوم القيامة ، ومعرفة العلوم المستقبلية أصعب من معرفة علوم الماضي ،
الّتي يمكن الحصول عليها من كتب التاريخ أو أحاديث الرواة مثلاً ، ذلك لو
قلنا : إنّ الإمام عليهالسلام
يعلم العلوم المستقبلية فقط حسب هذا النصّ ; كيف وقد ثبت أنّه وارث علم النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
، الّذي يعلم ما كان وما هو كائن إلىٰ يوم القيامة ؟!
كما أنّ معرفة أهل الجنّة وأهل النار
نستطيع أن نستدلّ عليها من قوله عليهالسلام
: « ولا عن فئة تهدي مائة وتضلّ مائة ... » المستفاد منه أنّ المهتدين
سيكونون من أهل الجنّة والضالّين من أهل النار ، وكلّ هؤلاء يعرفهم الإمام عليهالسلام
؛ كما هو ظاهر النصّ.
أمّا معرفته عليهالسلام بموته فنستفيدها من
قوله : « ومَن يُقتل من أهلها
[١] ناعقها : الداعي
إليها ; مَن نعق بغنمه : صاح بها لتجتمع.
[٢] نهج البلاغة ـ
تعليق الشيخ محمّد عبده ـ ١ / ١٨٢ ..
وأيضاً انظر : المصنّف ـ لابن
أبي شيبة ـ ٨ / ٦٩٨.
اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 256