اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 235
وقال : « مَن أحبّني
وأحبّ هذين وأباهما وأُمّهما كان في درجتي يوم القيامة » ، أمر المتوكّل
بضربه ألف سوط ، فكلّمه فيه جعفر بن عبد الواحد وجعل يقول له : يا أمير
المؤمنين ! هذا من أهل السُنّة ، فلم يزل به حتّىٰ تركه [١].
قال الدليمي :
«
ومن وصيّة له عليهالسلام
لمعسكره قبل لقاء العدوّ بصِفّين : ( لا
تقاتلوهم حتّىٰ يبدأوكم ؛ فإنّكم بحمد الله علىٰ حجّة ، وترككم إيّاهم
حتّىٰ يبدأوكم حجّة أُخرىٰ لكم عليهم ، فإذا كانت الهزيمة بإذن الله فلا
تقتلوا مدبراً ولا تصيبوا معوراً ـ العاجز عن حماية نفسه ـ ولا تجهزوا علىٰ
جريح ولا تهيجوا النساء بأذىً وإن شتمْن أعراضكم وسببْن أُمراءكم ;
فإنّهنّ ضعيفات القوىٰ والأنفس والعقول ، إن كنّا لنؤمَر بالكفّ عنهنّ
وإنّهنّ لمشركات ). ج ٣ ص ١٤ ـ ١٥.
ـ قال : ـ وهكذا يعاملهم بوصفهم مسلمين ،
ويطبّق
عليهم أحكام الطائفتين المؤمنتين ، فينهىٰ عن اتّباع مُدبِرهم ، وقتل
عاجزهم ، والإجهاز علىٰ جريحهم ، وإلاّ فإنّ الكفّار يتبع مدبرهم ويقتل
جريحهم. وقولهرضياللهعنهعن النساء : ( إن
كنّا لنؤمر بالكفّ عنهنّ وإنّهنّ لمشركات ) ، أي : فكيف لا نكفّ عنهنّ وإنّهنّ لمسلمات ؟! » [٢].
أقول :
قد ذكرنا سابقاً أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لعليّ عليهالسلام : إنّ القوم
سيُفتنون
[١] انظر : ترجمة
نصر بن علي بن صهبان في تهذيب التهذيب ١٠ / ٣٨٤.