اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 230
وهذه الفتنة أشار إليها أصحاب رسول الله
صلىاللهعليهوآلهوسلم
؛ قال ابن مسعود : كيف بكم إذا لبستكم فتنة يربو فيها الصغير ، ويهرم فيها
الكبير ، ويُتّخذ سُنّة ، فإن غيّرت يوماً قيل : تركت السُنّة ؟
قالوا : يا أبا عبد الرحمن ! ومتىٰ
ذلك ؟!
قال : إذا كثرت جهّالكم وقلّت علماؤكم ،
وكثرت خطباؤكم وقلّت فقهاؤكم ، وكثرت أُمراؤكم وقلّت أُمناؤكم ، وتفقّه لغير الدين والتمست الدنيا بعمل الآخرة [١].
هذا كلّه مع أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم نهىٰ
عن سُباب المسلم وقتاله وقال ـ كما جاء في صحيح
البخاري ـ : « سباب المسلم فسوق ، وقتاله كفر »
[٢].
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم
بخصوص عليّ عليهالسلام
بالذات : « مَن سبّ عليّاً فقد سبّني ، ومَن سبّني فقد سبّ الله ، ومَن سبّ الله أكبّه الله علىٰ منخريه في نار جهنّم » [٣].
فوقرت كلمته في صدري
مع ما كان قاله لي معلمي أيّام صغري ، فأعطيت الله عهداً لئن كان لي في هذا الأمر نصيب لأُغيّرنّه ، فلمّا مَنَّ الله علَيَّ
بالخلافة أسقطت ذلك ، وجعلت مكانه : (
إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي
الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ). سورة النحل : الآية ٩٠.
شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي
الحديد ـ ٤ / ٥٩.
[١] كنز العمّال ١١
/ ٢٥٤ يرويه عن : ابن أبي شيبة ، وابن حمّاد في الفتن.
[٢] صحيح البخاري ١
/ ١٧ كتاب الإيمان ، باب : اتّباع الجنائز من الإيمان.
[٣] الرياض النضرة ٣
/ ١٢٢ ، مسند أحمد ٦ / ٣٢٣ ، المستدرك علىٰ الصحيحين ٣ / ١٣٠ وصحّحه ، وافقه الذهبي كما في تلخيص المستدرك
، مجمع الزوائد ٩ / ١٣٠ ; قال الهيثمي : رواه أحمد ، ورجاله رجال الصحيح ،
غير أبي عبد الله الجدلي ؛ وهو ثقة ، الجامع الصغير ٢ / ٦٠٨ ، كنز العمّال
١١ / ٥٧٣ و ٦٠٢ ؛ يرويه عن ابن عساكر وابن النجار.
اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 230