اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 209
وقد عصىٰ معاوية ربّه بخروجه
علىٰ إمام زمانه ووليّ أمره ، الّذي جعل الله طاعته كطاعة الله ورسوله ، كما جاء في قوله تعالىٰ : ( أَطِيعُوا
اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ )[١]
..
وكما جاء في الحديث الشريف : « مَن مات
ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية » [٢].
بل جاء في صحيح البخاري
: عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
، قال : « مَن رأىٰ من
وفي النهج
توجد أقوال كثيرة للإمام عليهالسلام
تؤكّد هذه الحقيقة ، فمن كلام له عليهالسلام
بعثه إلىٰ معاوية : « ولعمري يا معاوية! لئن نظرت بعقلك دون هواك لتجدني
أبرأ الناس من دم عثمان ، ولتعلمنَّ أنّي كنت في عزلة عنه إلاّ أن تتجنّىٰ ;
فتجنَّ ما بدا لك ». نهج البلاغة ـ تعليق الشيخ محمّد عبده ـ ٣ / ٧.
وقال عليهالسلام
في كتاب آخر بعثه إليه : « وزعمت
إنّك جئت ثائراً بعثمان ، ولقد علمت حيث وقع دم عثمان ، فاطلبه من هناك إن
كنت طالباً ». نهج البلاغة ـ تعليق الشيخ محمّد عبده ـ ٣ / ١٢.
وقال عليهالسلام في كتاب آخر بعثه إليه
جواباً : « فأمّا طلبك إليَّ الشام فإنّي لم أكن لأُعطيك اليوم ما منعتك أمس ». نهج البلاغة ـ تعليق الشيخ محمّد عبده ـ ٣ / ١٦.
وهذا الكتاب يؤكّد بوضوح أنّ
مطالب معاوية منحصرة في حدود طلب الملك لا غير ، وسيأتي إن شاء الله تعالىٰ بيان تلك الحقيقة علىٰ لسان
معاوية نفسه عند الحديث عن صلح الإمام الحسن عليهالسلام مع معاوية.
وجاء عن ابن سيرين : لقد قُتل
عثمان وما أعلم أحداً يتّهم عليّاً في قتله ؛ راجع : ترجمة عثمان بن عفّان من تاريخ دمشق ـ لابن عساكر ـ ٣٩ / ٣٩٠.
[٢] ذكره التفتازاني
في شرح المقاصد ٢ / ٢٧٥ ، وجعله لدّة قوله تعالىٰ : ( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) في المفاد.
وحكاه الشيخ علي القاري ـ صاحب
المرقاة ـ في خاتمة
الجواهر المضيّة ٢ / ٥٠٩ ; وقد قال في ص ٤٥٧ : وقوله عليهالسلام في صحيح مسلم : « مَن مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية » ، معناه : مَن لم يعرف مَن يجب عليه الاقتداء والاهتداء به في أوانه. انتهىٰ.
اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 209