responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد    الجزء : 1  صفحة : 207

بغيهم ـ إلىٰ أمر الله بوجوب طاعته عليه‌السلام وهو إمام زمانهم ، بل ازدادوا بغياً وعدواناً ..

وقد استعملوا في حربهم لأمير المؤمنين ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ شتّىٰ أساليب المكر والخديعة [١] ، ومنها : حيلتهم ـ بعد أن ادركوا أنّهم سيخسرون الحرب ـ برفع المصاحف علىٰ رؤوس الرماح والدعوة إلىٰ تحكيم القرآن ، وفي ذلك يقول الإمام عليه‌السلام للخوارج الّذين فُتنوا بعد رفع المصاحف وانشقّوا عليه :

« ألم تقولوا عند رفع المصاحف حيلةً وغيلةً ، ومكراً وخديعةً : إخواننا وأهل دعوتنا ، استقالوا واستراحوا إلىٰ كتاب الله سبحانه ، فالرأي القبول منهم والتنفيس عنهم.

فقلت لكم : هذا أمرٌ ظاهره إيمان وباطنه عدوان ، وأوّله رحمة وآخره ندامة ؛ فأقيموا علىٰ شأنكم والزموا طريقتكم ، وعضُّوا علىٰ الجهاد بنواجذكم ، ولا تلتفتوا إلىٰ ناعق نعق ؛ إن أُجيب أضلَّ ، وإن تُرك ذلَّ ؟!

وقد كانت هذه الفعلة ، وقد رأيتكم أعطيتموها [٢] ، والله لئن أبيتها ما وجبت علَيَّ فريضتها ، ولا حمَّلني الله ذنبها ، ووالله إن جئتها إنّي للمحِقُّ الّذي يُتَّبع ، وإنّ الكتاب لمعي ما فارقته مذ صحبته ، فلقد كنّا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وإنَّ القتل ليدور علىٰ الآباء والأبناء والإخوان والقرابات ، فما نزداد علىٰ كلّ مصيبةٍ وشدّةٍ إلاّ إيماناً ومضيّاً علىٰ الحقّ ، وتسليماً


[١] وقد كان الإمام عليّ عليه‌السلام يقول لأصحابه عند الحرب : « فوالّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ! ما أسلموا ، ولكن استسلموا ، وأسرُّوا الكفر ، فلمّا وجدوا أعواناً عليه أظهروه » ؛ راجع : نهج البلاغة ـ تعليق الشيخ محمّد عبده ـ ٣ / ١٦ ..

وهذه شهادة أُخرىٰ من عليّ عليه‌السلام بنفاق مقاتليه من أهل صِفّين.

[٢] أنتم الّذين أعطيتم لها صورتها هذه الّتي صارت عليها برأيكم.

اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد    الجزء : 1  صفحة : 207
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست