اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 196
وقال عليهالسلام
عنهما أيضاً : « اللّهمّ ! إنّهما قطعاني وظلماني ، ونكثا بيعتي [١]
، وألّبا الناس علَيَّ ، فاحْلُل ما عقدا ، ولا تحكم لهما ما أبرما ،
وأرهما المساءَة في ما أمّلا وعَمِلا ، ولقد استثبتهما قبل القتال ،
واستأنيتُ بهما أمام الوقاع ، فغمطا النعمة وردّا العافية » [٢].
وقال عليهالسلام
في كتاب بعثه إليهما : « وقد زعمتما أنّي قتلتُ عثمان ! فبيني وبينكما مَن
تخلَّف عنّي وعنكما من أهل المدينة ، ثمّ يلزم كلّ امرئٍ بقدر ما احتمل [٣]
، فارجعا أيّها الشيخان عن رأيكما ، فإنّ الآن أعظم أمركما العار ، من قبل أن يجتمع العار والنار » [٤].
أمّا زوج النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم عائشة ، الّتي
خرجت عليه مع طلحة والزبير ، فقد قال عليهالسلام
عنها : « وأمّا فلانة فأدركها رأي النساء ، وضغن غلا في صدرها كمرجل القين ، ولو دعيت لتنال من غيري ما أتت إلَيَّ لم تفعل [٥] ،
[١] وقد ورد عن رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
أنّه أمَر عليّاً عليهالسلام
بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، وهم : أهل الجَمل ، وأهل صفين ،
والخوارج ; راجع ذلك في : المستدرك علىٰ الصحيحين ـ للحاكم ـ ٣ / ١٥٠ ،
مسند أبي يعلى ١ / ٣٩٧ ، ٣ / ١٩٤ ، المعجم الأوسط ٨ / ٢١٢ ، ٩ / ١٦٥ ،
تاريخ دمشق ٤٢ / ٤٦٨ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٣٨.
[٢] نهج البلاغة ـ
تعليق الشيخ محمّد عبده ـ ٢ / ٢١.
[٣] أي : نرجع في
الحكم لمَن تقاعد عن نصري ونصركما من أهل المدينة ، فإن حكموا قبلنا حكمهم ،
ثمّ ألزمت الشريعة كلّ واحد منّا بقدر مداخلته في قتل عثمان.
[٤] نهج البلاغة ـ
تعليق الشيخ محمّد عبده ـ ٣ / ١١٢.
[٥] قال الشيخ محمّد
عبده ـ في تعليقته علىٰ النهج : ٢ / ٤٨ ـ : المرجل : القدر ، والقين ـ
بالفتح ـ : الحدّاد ، أي أنّ ضغينتها وحقدها كان دائمي الغليان كقدر
الحدّاد فإنّه يغلي ما دام يصنع.
لتنال من غيري ... الخ : أي
لتصيب من غيري غرضاً من الإساءة والعدوان مثل ما أتت إليَّ : أي فعلت بي ، لم تفعل ، لأنّ حقدها كان عليَّ خاصّة.
اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 196