اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 194
قال الشيخ المفيد في الجمل
: واجتمعت الشيعة علىٰ الحكم بكفر محاربي أمير المؤمنين ، ولكنّهم لم
يخرجوهم بذلك عن حكم ملّة الإسلام ; إذ كان كفرهم من طريق التأويل : كفر
ملّة ، ولم يُكفَّروا كفر ردّة عن الشرع مع إقامتهم علىٰ الجملة منه وإظهار
الشهادتين والاعتصام بذلك عن كفر الردّة المخرج عن الإسلام ، وإن كانوا
بكفرهم خارجين عن الإيمان [١].
ولعلّ قائل يقول :
لو كان ذلك كفر لأجرىٰ عليهم
أحكام الكفر ، من منع الوراثة والمدافنة والصلاة عليهم ، وأخذ الغنيمة واتّباع المُدبر ، والإجازة علىٰ المجروح ، والمعلوم أنّه عليهالسلام
لم يجرِ ذلك عليهم ، فكيف يكون كفراً ؟!
قلنا :
أحكام الكفر مختلفة ، كـ : حكم الحربي ،
والمعاهد ، والذمّي ، والوثني ، فمنهم مَن تُقبل منهم الجزية ويُقرَّون
علىٰ دينهم ، ومنهم مَن لا تُقبل ، ومنهم مَن يُناكح وتُؤكل ذبيحته ، ومنهم
مَن لا تُؤكل ذبيحته عند المخالف.
ولا يمتنع أن يكون مَن كان متظاهراً
بالشهادتين ، وإن حُكم بكفره ، أن يكون حكمه مخالف لأحكام الكفّار ، كما
قالت المعتزلة في المجبِّرة والمشبِّهة ، وغيرهم من الفرق الّذين يحكمون
بكفرهم وإن لم تجرِ هذه الأحكام عليهم ..