اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 19
وممّا يؤاخذ أيضاً علىٰ الكاتب ، في
كتيبه هذا ، والّذي يقول عنه في بداية مقدّمته :
« هذه جمل مختارة من جواهر كلام سيّدنا
أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضياللهعنه
، انتقيتها من كتاب نهج
البلاغة ، دعاني إلىٰ اختيارها وأغراني بانتقائها أنّ هذه الكلمات
المباركات تصحّح كثيراً من الأوهام الفاسدة والمفاهيم الباطلة الّتي تنسب
إلىٰ سيّدنا عليّ نفسه بوصفها مسلّمات لا تخطر مناقشتها علىٰ بال ، ولا
يدور شكّ في صحّتها علىٰ خيال
; لكثرة ما تردّدت علىٰ الأسماع ولُقّنَت في الأذهان.
وكنت أقرأ القرآن الكريم ، وأقف عند
آياته المحكمات ودلائله البيّنات ، فأجد مصادمة واضحة بين تعاليمه وما يدعو
إليه وبين تلك المفاهيم فتأخذني الدهشة ، ويعتريني الريب لهذا الّذي أقرأ
وذلك الّذي لُقّنْت.
ثمّ شاءت الأقدار أن أطّلع علىٰ كتاب
نهج
البلاغة * وإذا بي أجد فيه كثيراً من النصوص الهادية والكلمات
المبصرة توافق القرآن ، وتصحّح ما علق بالأذهان ، فهششت لها وسعدت بها برهة
من الزمن كنت فيها أعرض هذه النصوص والكلمات علىٰ بعض أحبابي وإخواني ممّن
عانوا ما عانيت وارتابوا ممّا ارتبت فيأخذهم العجب ، وكان بعضهم لا يطمئن
حتّىٰ يمسك بالكتاب نفسه ليتأكّد ممّا سمع ، ثمّ بعد لحظات أراه يهزّ رأسه
ثمّ تنفرج أساريره لتظهر علىٰ قسمات وجهه ابتسامة الرضا وعلامة اليقين وقد
هدأت نفسه وقرّت عينه ، فأحمد الله علىٰ ذلك.
* ينبغي علىٰ
كلّ طالب لعلوم العربية ومباحث التوحيد والعدل الإلٰهي ومباحث الإمامة
ومختلف العلوم الدينية الأُخرىٰ ، بل وغير الدينية ، أن لا يفوته الاطّلاع
علىٰ هذا السِفر الخالد ، ومع ذلك يقول الدليمي هنا : شاءت الأقدار أن
أطّلع !!
اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 19