responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد    الجزء : 1  صفحة : 150

أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا ) [١].

والّذي ينقض دعوىٰ الدليمي بهذا النصّ نفسه أيضاً ، أنّ الشورىٰ المزعوم حصولها في سقيفة بني ساعدة لم يتمخّض عنها اختيار مَن هو أقوىٰ الناس علىٰ هذا الأمر ، وأعلمهم بأمر الله فيه ، بل الّذي حصل هو العكس من ذلك [٢] ..

فها هو أبو بكر يقف معترفاً بعجزه عن هذا الأمر ويقول : أقيلوني فلست بخيركم [٣].


[١] سورة الأحزاب : الآية ٣٦.

[٢] الواقع لم تكن هناك شورىٰ في السقيفة بالمعنىٰ المتعارف عليه ، بل جرىٰ استئثار المهاجرين علىٰ الأنصار بحقّ التصويت بالخلافة بعد سباب وشتم وتهديد بالقتل ..

قال عمر : مَن ينازعنا سلطان محمّد وميراثه ونحن أولياؤه وعشيرته إلاّ مدل بباطل ، أو متجانف لإثم ، أو متورّط في هلكة.

ولمّا تكلّم الحبّاب بن المنذر أغلظ له عمر القول وأجابه : « إذاً يقتلك الله ». كما قال ـ أي عمر ـ في الواقعة ذاتها محرّضاً علىٰ قتل سعد بن عبادة لمّا نازعهم : « اقتلوه قتله الله ».

فانظر عزيزي القارئ كيفية الخطاب بين الأصحاب من أجل اختيار الخليفة ، وكذلك كيفية القدح بالآخرين وتهديدهم بالقتل من أجل منعهم عن حقّ التصويت بالخلافة.

راجع : تاريخ الطبري ٢ / ٤٥٩ ، تاريخ ابن خلدون ق ٢ ج ٢ ص ٦٤ ، صحيح البخاري ٤ / ١٩٤ باب : مناقب المهاجرين وفضلهم.

وأقول : إن كان القوم يرون أنّ هذه الواقعة ، بما جرىٰ فيها من سباب وشتم وتهديد بالقتل بين الجيل الأوّل من الصحابة ، هي أعظم المصاديق وأفضلها لتطبيق حكم الشورىٰ الّذي ينادون به في الإسلام ، فالسلام إذاً علىٰ الإسلام وأهله !

[٣] المعجم الأوسط ٨ / ٢٦٧ ، شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ١ / ١٦٩ ، تفسير القرطبي ١ / ٢٧٢ ، ٢ / ٧٢ ، السير الكبير ـ للشيباني ـ ١ / ٣٦ ، الإمامة والسياسة ١ / ٣١ ، وقريب منه في المصنّف ـ للصنعاني ـ ١١ / ٣٣٦.

اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد    الجزء : 1  صفحة : 150
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست