اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 136
الأُخرىٰ
لكلمة « وليّ » مرادة في المقام ، كـ : المحبّ أو الناصر أو الجار أو
الحليف أو ابن العمّ ، الّتي لا يمكن حتّىٰ تصوّرها في المقام ؛ فيحمل لفظ «
المولىٰ » علىٰ المعنىٰ الظاهر منه في المقام ، وهو : إنّ
عليّاً إمامكم والمتصرّف بأُموركم من بعدي.
وأمّا دلالة عبارة : « أوْلىٰ
الناس بكم من بعدي » الّتي رواها الطبراني برجال ثقات ، فهي أظهر من سابقتها ، وهي دالّة علىٰ إرادة الإمامة والخلافة بعد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
بلا فصل.
محاولة ابن تيمية لدفع هذه الأحاديث :
قال ابن تيمية : قوله : « وهو وليّ كلّ
مؤمن بعدي ». كذب علىٰ رسول الله صلىاللهعليهوسلم
، بل هو في حياته وبعد مماته وليّ كلّ مؤمن ، وكلّ مؤمن وليّه في المحيا والممات ؛ فالولاية الّتي هي ضدّ العداوة لا تختصّ بزمان ..
وأمّا الولاية الّتي هي الإمارة فيقال
فيها : والي كلّ مؤمن بعدي ، كما يقال في صلاة الجنازة : إذا اجتمع الولي
والوالي قُدّم الوالي في قول الأكثر ، وقيل : يُقدَّم الولي.
فقول القائل : عليّ وليّ كلّ مؤمن بعدي
، كلام يمتنع نسبته إلىٰ رسول الله ؛ فإنّه إن أراد الموالاة لم يحتج أن
يقول : « بعدي » ، وإن أراد الإمارة كان ينبغي أن يقال : « والٍ كلّ مؤمن »
... [١].
ولا يسعنا هنا في الردّ علىٰ محاولة
ابن تيمية هذه في دفع هذا الحديث الشريف والأحاديث الأُخرىٰ الّتي جاءت بمضمونه [٢] إلاّ أن نقول :