اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد الجزء : 1 صفحة : 128
٦ ـ وانظر إلىٰ قوله عليهالسلام في مورد آخر : « لا
يقاس بآل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم
من هذه الأُمّة أحد ... ولهم خصائص حقّ الولاية ، وفيهم الوصية والوراثة ، الآن إذ رجع الحقّ إلىٰ أهله ونقل إلىٰ منتقله » [١].
٧ ـ وانظر إلىٰ قوله عليهالسلام : « أين الّذين
زعموا أنّهم الراسخون في العلم دوننا ، كذباً وبغياً علينا ... إنّ الأئمّة من قريش غُرسوا في هذا البطن من هاشم ، لا تصلح [٢]
علىٰ سواهم ، ولا تصلح الولاة من غيرهم » [٣].
فهل يريد الكاتب نصّاً أصرح من هذا بأنّ
الإمامة والخلافة العظمىٰ لا تصلح علىٰ غير أهل بيت النبوّة الّذين أرادهم الإمام عليهالسلام بقوله : غرسوا في هذا البطن من هاشم ؟!
وهو نفس مفاد قول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ الوارد في
صحاح المسلمين وكتبهم ـ : « الخلفاء من بعدي اثنا عشر ، كلّهم من قريش ».
قال الحافظ القندوزي الحنفي : قال بعض
المحقّقين : إنّ الأحاديث الدالّة علىٰ كون الخلفاء بعده صلىاللهعليهوآلهوسلم
اثني عشر قد اشتهرت من طرق كثيرة ؛ فبشرح الزمان ، وتعريف الكون والمكان ، عُلم أنّ مراد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
من حديثه هذا : الأئمّة الاثنا عشر من أهل بيته وعترته ؛ إذ لا يمكن أن
يُحمل هذا الحديث علىٰ الخلفاء بعده من أصحابه لقلّتهم عن اثني عشر ( وهم
أربعة ) ، ولا يمكن أن يُحمل علىٰ ملوك الأُموية لزيادتهم عن اثني عشر (
وهم ثلاثة عشر ) ولظلمهم الفاحش ، إلاّ عمر بن عبد العزيز ، ولكونهم غير
بني هاشم ؛ لأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
قال : « كلّهم من بني هاشم » في
[١] نهج البلاغة ـ
تعليق الشيخ محمّد عبده ـ ١ / ٣٠.