responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد    الجزء : 1  صفحة : 123

الصغير ، ويكدح [١] فيها مؤمن حتّىٰ يلقىٰ ربّه ، فرأيت الصبر علىٰ هاتا أحجىٰ [٢] ، فصبرت وفي العين قذىٰ ، وفي الحلق شجا ، أرىٰ تراثي نهباً [٣] ، حتّىٰ إذا مضىٰ الأوّل لسبيله فأدلى بها [٤] إلىٰ ابن الخطّاب بعده ... » إلىٰ آخر الخطبة [٥].

أقول :

فإذا كانت الخلافة شورىٰ ، وهي الطريقة الشرعية لها ، كما يقول الدليمي ، وقد تمّت بالإجماع علىٰ أبي بكر ، وأنّ الله راض عن هذه الخلافة ; فلِمَ يتظلّم عليه‌السلام هنا ويقول بعد انعقادها : « وطفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذاء ، أو أصبر علىٰ طخية عمياء ، يهرم فيها الكبير ، ويشيب فيها الصغير » ؟!

ثمّ يقول عليه‌السلام : « فصبرت وفي العين قذىٰ ، وفي الحلق شجا ، أرىٰ تراثي نهباً ... » إلىٰ آخر كلامه الدالّ بكلّ وضوح علىٰ اغتصاب الخلافة منه ، وأنّ القوم باختيارهم رجلاً منهم قد أدخلوا المسلمين في طخية عمياء يهرم فيها الكبير ، ويشيب فيها الصغير ، ويكدح فيها مؤمن حتّىٰ يلقىٰ ربّه ، كلّ ذلك بياناً منه عليه‌السلام علىٰ شدّة الفتنة الّتي أوقعوا المسلمين فيها.

قال الشيخ محمّد عبده في تعليقته علىٰ النهج : طخية ـ بطاء فخاء


[١] يكدح : يسعى سعي الجهود.

[٢] أحجىٰ : ألزم ، جدير ، أقرب إلىٰ العقل.

[٣] الشجا : ما اعترض في الحلق من عظم أو نحوه ، والجملتان كناية عن شدّة ما أضمره من الأذىٰ. التراث : الميراث.

[٤] فأدلىٰ بها : ألقىٰ بها إليه.

[٥] راجع بقيّة الخطبة في شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ـ ١ / ١٥١ وما بعدها.

اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد    الجزء : 1  صفحة : 123
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست