responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد    الجزء : 1  صفحة : 112

وتارة أُخرىٰ بأنّه : طلّق العقيلة الكبرىٰ زينب بنت فاطمة عليها‌السلام [١] ... إلىٰ آخر بوائقه.

وممّا يؤسف له أنّ الأقلام المأجورة والغافلة قد تابعت الزبير بن بكّار في نقل ترهاته هذه ، ولم يكلّف أحدٌ ممّن نقل افتراءات ابن بكّار هذه نفسه بالبحث والتدقيق في ما ينقل عنه.

فقد بقي التاريخ في فترة طويلة أسيراً بأيدي العتاة والأقلام المأجورة تجري جلباً لمرضاة الساسة ، ودعماً لمبادئهم ، وترويجاً لأُمور دُبّرت بليل ، وهكذا لعبت سماسرة السياسة الوقتية دوراً خطيراً بالنواميس الإسلامية قابضين علىٰ أزمّة الأقلام ، تحلّق بشخصيات إلىٰ الكمال وتسف بآخرين إلىٰ حضيض الوصمة والشنار ، كما أنّ هنالك دواعٍ فئوية ، وأغراض شخصية ، كان لها الأثر البالغ في ما غشي الناس من دور مظلم ..

وقد بلغ الأمر إلىٰ حدّ أنّ أهل حمص يرون بأنّ صلاة الجمعة لا تصلح إلاّ بلعن أبي تراب ـ أي : أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام ـ ويخيّل إلىٰ بعض زعماء أهل الشام وذوي الرأي والعقل أنّ أبا تراب كان لصّاً من لصوص الفتن [٢].

قال الإمام الأوزاعي ـ فقيه الشام الكبير ـ ما أخذنا العطاء حتّىٰ شهدنا علىٰ عليّ بالنفاق وتبرّأنا منه ، وأُخذ علينا بذلك الطلاق والعتاق وأيمان البيعة ، فلمّا عقلت أمري سألت مكحولاً ويحيىٰ بن أبي كثير وعطاء بن أبي رباح وعبد الله بن عبيد بن عمير فقالوا : ليس عليك شيء إنّما أنت مكره ، فلم تقرّ عيني حتّىٰ فارقت نسائي ، وأعتقت رقيقي ، وخرجت من


[١] انظر : مرقد العقيلة زينب عليها‌السلام : ١٦٣ ـ ١٦٤.

[٢] انظر : مروج الذهب ٣ / ٤٢.

اسم الکتاب : تصحيح القراءة في نهج البلاغة المؤلف : البغدادي، الشيخ خالد    الجزء : 1  صفحة : 112
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست