لقد تبيّن ممّا سبق سرّ نزاع إبليس لآدم (عليه السلام)، وأخوة يوسف لأخيهم، واليهود لأنبيائهم، ولنبينا محمد (صلّى الله عليه وآله)، وقريش للرسول (صلّى الله عليه وآله)، فهل يمكن أن نقول: إنّ هذا السبب هو السبب الأصلي لكل الاختلافات الاساسية على وجه الأرض؟
والجواب: أنّه يمكن تعميم هذه المسألة على جميع الخلافات، وذلك عندما نرى السرد القرآني لهذه الأمثلة الكثيرة التي تبين هذا المطلب، فيلزمنا من ذلك الاعتبار من تلك القصص، وأن نعرف أن قضايا تلك القصص، لو كانت هامشية، لما ذكرت في القرآن الكريم وكرّرت أيضاً.
ومع هذا الوضوح كلّه لم يترك القرآن الكريم التصريح بهذه العلّة وبهذا السبب، وبيّن بإنّ سبب كل نزاع في كل قرية، منذ أن خلق الله الأرض إلى يوم القيامة، هو المنازعة لأجل التسلّط على الأرض، والمنافسة من أجل الحصول على الملك، وعلوّ الكلمة، سواءً كان الوصول الى تلك الاهداف من طريق السعي لنيل المناصب الإلهيـــة ـ مـــن قبــيل النبـــوة والامامة والقيادة الدينية ونزول الوحي