الله إجلاله وأدام أيامه ما صورته :
وسطرت خلف جزارة جعلتها منذ زمن في مطاوي كتاب الجاحظ معتذرا عن الإيراد عليه والقصد بالرد إليه :
ولم يعدنا التوفيق بعد ولم تحم
وصلنا بأطراف اليراع القواطع
فلم نبق رسما للغوي يؤمه
خيال غبي أو بصير مخادع
ومن رام كسف الشمس أعيا مرامه
بهاء به يخفي ضياء السواطع.
ولما قابلناه بين يديه أدام الله علوه سطر هذه الأبيات على آخر نسخته :
بلغنا قبالا للبناء ولم ندع
لشانئنا في القول جدا ولا هزلا
ولا غلبتنا المعضلات ولم يخم
يراع يغل المشرفي إذا سلا
ولم تنتم التضجيع منا ملامح
ولم ترضه علا ولم ترضه نهلا [١]
وليس ببدع أن تشن كتائب
من الدهر يبغي مجد سؤددنا ذحلا [٢]
فيقذفنا عن قوس نجد وخائم
ويهدي لنا من كف معصمه نبلا
نزعنا بفرسان الفخار فؤاده
ومقلته والسمع والشكل والدلا
فقارضنا فاستنجدت نهضاتنا
عزائم تعلو الفرقدين ولا تعلى
ففتنا غلاب الدهر إذ ذاك وانبرى
يخالص في لقيا مناقبنا الذلا
خطفنا بهاء الشمس تعمى بنورنا
حداق إذا ما القرص في برجه حلا
ويخطفه حان وقال مباهت
ومطر يحلي جيده المجد والفضلا
ولو صدقت منا العزائم مدحة
لقلنا وما نخشى ملاما ولا عذلا
أبى شيخنا أن تنفس الشهب مجده
ولم يرها شكلا ولم يرها مثلا
إذا خالصتنا الروح جلت حباهها
مناسب لا تستردف النسب الفسلا [٣]