الحسين بن واقد ، قال : حدثني جدي ، عبد الله بن بريدة ، قال : سمعت أبي يقول : حاصرنا خيبر ، فأخذ اللواء أبو بكر ، فانصرف ولم يفتح له. ثم أخذه من الغد عمر ، فخرج ورجع ولم يفتح له ، وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد ، فقال رسول الله 6 : اني دافع اللواء غدا الى رجل ، يحبه الله ورسوله ، ويحب الله ورسوله ، لا يرجع حتى يفتح له ، فبتنا طيبة أنفسنا ، ان الفتح غدا ، فلما أصبح رسول الله 6 صلى الغداة ، ثم قام قائما ، ودعا باللواء ، والناس على مصافهم ، فدعا عليا وهو أرمد ، فتفل في عينيه ، ودفع اليه اللواء وفتح له. قال بريدة : وأنا فيمن تطاول لها.

وأيضا عن مسند احمد بن حنبل : ٢ / ٣٨٤ وفضائل الصحابة له : ٢ / ٦٠٢ حديث ١٠٣٠ ، بسنده عن أبي هريرة ، قال :

قال رسول الله 6 يوم خيبر : لادفعن الراية الى رجل ، يحب الله ورسوله ، ويفتح الله عليه. قال : فقال عمر : فما أحببت الامارة قبل يومئذ فتطاولت لها واستشرفت رجاء أن يدفعها اليّ ، فلما كان الغد دعا عليا فدفعها اليه ، فقال : قاتل ولا تلتفت ، حتى يفتح عليك فسار قريبا ، ثم نادى : يا رسول الله على ما أقاتل؟ قال : حتى يشهدوا : ان لا اله الا الله ، وأن محمدا رسول الله ، فاذا فعلوا ذلك ، فقد منعوا منّي دماءهم وأموالهم الا بحقها ، وحسابهم على الله.

وفي تفسير الثعلبي ( على ما في العمدة : ١٥٠ ) في تفسير قوله تعالى : ( وَيَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً ) ( الفتح : ٢ ).

وذلك في فتح خيبر وبالاسناد المقدم ، قال : حاصر رسول الله 6 أهل خيبر حتّى اصابتنا مخمصة شديدة ، وان رسول الله 6 اعطى اللواء عمر بن الخطاب ، ونهض من نهض معه من الناس ، فلقوا أهل خيبر ، فانكشف عمر وأصحابه ، ورجعوا الى رسول الله 6 يجبنه أصحابه ويجبنهم فكان رسول الله قد أخذته الشقيقة ( صداع ) فلم يخرج الى الناس. وأخذ أبو بكر راية رسول الله 6 ثم نهض يقاتل ، ثم رجع ، فأخذها عمر فقاتل ، ثم رجع فأخبر بذلك رسول الله 6 فقال : أما والله لأعطين الراية غدا رجلا ، يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، ويأخذها عنوة ، وليس ثم علي ـ 7 ـ فلما كان الغد ، تطاول لها أبو بكر وعمر ، ورجال من قريش رجاء كل واحد منهم أن يكون صاحب ذلك فأرسل رسول الله 6 ابن الأكوع الى علي بن أبي طالب 7 فدعاه ، فجاءه على بعير له ، حتى أناخ قريبا من رسول الله 6 وهو أرمد ، قد عصب عينيه بشقة برد قطري.