responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : براءة آدم حقيقة قرآنيّة المؤلف : العاملي، جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 63
حيث تبدأ حرارتها بالتأثير، فهل يرضى له بمعانات حرها وهي في أوج توقدها؟!، وهل يرضى بأن يواجه ما هو أشد وأقسى، وأعظم وأدهى؟!. مثل الآلام والأمراض، أو أن يواجه أذى أعدائه وكيدهم.. أو يعاني من الجهد والضنا في تحصيل مراداته، والوصول إلى غاياته؟!

وذلك كله يشير إلى أن قوله تعالى: {إِنَّ لَكَ أَلا تَجُوعَ فِيهَا} الخ.. قد جاء على طريقة {وَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍ}، الدال على المنع مما هو أشد كالإهانة، والضرب، ونحو ذلك.

الأكل من الشجرة.. ظلم:

ثم ذكر الله سبحانه لآدم وزوجه عليهما السلام: أن أكلهما من الشجرة يجعلهما من الظالمين، ولم يدخل سبحانه ذلك في دائرة العصيان، بمعنى التمرد على المولى، وهتك حرمته، وكسر هيبته.

واللافت: أن النبي آدم عليه السلام بعد أن حدث له ما حدث، وقال الله لهما: {أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ}.. لم يصف نفسه بالعاصي، بل إستعمل نفس التعبير الذي ورد في التحذير الإلهي، حيث قال: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا}..

ظلمنا أنفسنا: كيف؟!

إن الظلم هو تجاوز الحدود.

فيحتمل أن يكون المراد بالظلم في الآية:

1 ـ أن يكون التعدي على حدود المخلوقات الأخرى، كالبشر أو الملائكة، أو الجن، أو غير ذلك. فيكون هذا التعدي عليها ظلماً لهم.

وليس في أكل النبي آدم عليه السلام من الشجرة ما يشير إلى شيء من هذا القبيل.

اسم الکتاب : براءة آدم حقيقة قرآنيّة المؤلف : العاملي، جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 63
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست