responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : براءة آدم حقيقة قرآنيّة المؤلف : العاملي، جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 150
ولعل ما ورد في الرواية الأخرى من التعبير بالحرص، قد أوضح المقصود، وهو أن النبي آدم عليه السلام قد دفعه حرصه على الوصول إلى ذلك المقام العظيم، إلى بذل محاولات للوصول إليه، رغم أنه لم يكن يملك الاستعداد الكافي له من حيث ملكاته، وإمكاناته. ولم يكن يريد أن تزول أية نعمة عن غيره، وإن كان لازم سعيه هذا ـ لو نجح ـ زوال تفردهم واختصاصهم عليهم السلام بها..

فقوله تعالى: {وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ}.. يريد به: أنكما لن تصلا إليها، وسوف تفشلان في محاولاتكما، لأنكما لستما في مستوى أولئك الصفوة، وهم النبي وأهل بيته، وسينكشف ضعفكما وقصوركما..

فالحسد الذي تحدثت عنه الروايات ليس رذيلة، بل هو فضيلة للنبي آدم عليه السلام، لأنه يعبر عن مدى حرصه على منازل الكرامة الإلهية، ولم يكن عليه السلام يقصد إزالة غيره عن ذلك المقام. وإن كان وصوله إليه يزيل صفة الانحصار بهم، وهي ميزة وكرامة لهم..

فالنبي آدم عليه السلام قاصد لمقام الرضا الإلهي، لا لأجل الحلول في مقام وموقع الغضب الإلهي، وقد نال النبي آدم بحرصه هذا وبتضحياته تلك، مقام الإجتباء الإلهي..

السؤال ما قبل الأخير:

وبعد.. فإن هناك من يقول: لو كان الاستدلال بالآيات على صدور الذنب متعسراً، بل متعذراً، ولم يكن الأكل من الشجرة خلاف الأولى، لكان ينبغي على الله تعالى أن يأمر النبي آدم بالأكل من الشجرة، لا أن ينهاه عنها..

وإن كان إبليس قد حقق طموحات النبي آدم الإلهية، حينما أطاعه وخالف نهي الله، لوجب أن يستحق إبليس كل تقدير، وليس الطرد والإبعاد!!

اسم الکتاب : براءة آدم حقيقة قرآنيّة المؤلف : العاملي، جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 150
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست