اسم الکتاب : أهل البيت (عليهم السلام) في الحياة الاِسلامية المؤلف : الحكيم، السيد محمد باقر الجزء : 1 صفحة : 107
المدنية، والنتائج لفرض السيطرة السياسية للفترة المكية كانت
محدودة جداً، ولكنها كان لها تأثير مهم في النتائج التي حققها رسول
الله بعد ذلك في الفترة المدنية، من تسهيل فرض السيطرة فيها على
الجزيرة العربية، ومنها مكة المكرمة نفسها.
وكذلك نلاحظ ـ في هذا المجال ـ أن الجهود الكبيرة التي بذلها
الرسول في معالجة قضية أهل الكتاب، وتحمله المعاناة من أجل
مخاطبتهم وإقامة الحجة عليهم، كان لها دور كبير في تحقيق نتائج
الهيمنة السياسية على مناطقهم المنيعة (هُوَ الَّذِىَ أَخْرَجَ الَّذِينَ
كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَـبِ مِن دِيَـرِهِمْ لاََِوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن
يَخْرُجُواْ وَظَنُّوَاْ أَنَّهُم مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِنَ اللهِ فَأَتَـهُمُ اللهُ مِنْ
حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُواْ وَقَذَفَ فِى قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم
بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِى الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَـأُوْلِى الاََْبْصَارِ)[1]
المؤشر الثاني: هو حركة الدولة الاِسلامية في مدة الخلفاء
الثلاثة الذين تولوا السلطة بعد الرسول والتي تم فيها إبعاد الاِمام
عليّ عليه السلام من قيادة التجربة الاِسلامية بصورة عامة، والدولة الاِسلامية