اسم الکتاب : الإمامة وأهل البيت (ع) المؤلف : بيومي مهران، محمد الجزء : 1 صفحة : 279
في مواضع، وأظهره إظهاراً لم يشتبه على الجماعة، إلا أن عمر كتم ذلك، وهو
الذي تولى بيعة أبي بكر يوم السقيفة [1].
وعلى أية حال، فإن مصطلح شيعة [2]، قد ورد في الأحاديث النبوية
الشريفة - كما رأينا من قبل - ولكنه لم يرد في المصادر التاريخية، ربما قبل
موقعة الجمل (36 هـ/ 656 م)، حيث قيل شيعته من همدان [3]، ثم ترد بعد
ذلك في صحيفة التحكيم (37 هـ)، وترد كلمة الشيعة هنا بمعنى
الأنصار [4].
هذا ويذهب الشيخ أبو زهرة إلى أن الشيعة إنما هي أقدم المذاهب
الإسلامية، وقد ظهروا بمذهبهم في آخر عصر عثمان، ونما وترعرع في خلافة
علي، إذ كلما اختلط بالناس ازدادوا إعجاباً بمواهبه، وقوة دينه وعلمه [5]، على
أن وجهاً ثانياً للنظر إنما يذهب إلى أن مذهب التشيع قد ظهر يوم وقعة الجمل،
بينما تأخر به البعض إلى ظهور الخوارج، وأما الدكتور طه حسين، فالرأي عنده
أن فرقة الشيعة قد أصبحت حزباً سياسياً منظماً لعلي وبنيه في عهد الحسن بن
علي [6].
[2]أنظر عن الشيعة (الأشعري: مقالات الإسلاميين 1 / 5 - 75، الاسفراييني، التبصر في الدين
ص 16 - 26، الشهرستاني: الملل والنحل 1 / 146 - 198، علي مصطفى الغرابي: تاريخ
الفرق الإسلامية ص 285 - 296 (القاهرة 1959)، مقدمة ابن خلدون ص 196 - 202،
البغدادي: الفرق بين الفرق ص 21 - 72 (دار المعرفة - بيروت)، فتاوي ابن تيمية 1 / 55، 756
121، 373، 14 / 361، 15 / 431، ابن حزم: الفصل في الملل والأهواء والنحل 5 / 20 - 29
(القاهرة 1964)، القلهاتي: الكشف والبيان 2 / 437 - 456 (عمان 1980)، الشيخ المفيد:
أوائل المقالات في المذاهب والمختارات (تبريز 1371 هـ)، محمد جواد مغنية: الشيعة في
الميزان (دار التعاون - بيروت)، الكيني: الأصول من الكافي (طهران 1381 هـ).