responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إرشاد القلوب المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد    الجزء : 2  صفحة : 68

الخامسة: غزاة [ذات] السلسلة.

وخبر هذه الغزاة انّه جاء أعرابي إلى النبي صلّى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله انّ جماعة من العرب اجتمعوا بوادي الرمل على أن يبيّتوك بالمدينة، فأمر بالصلاة جامعة فاجتمعوا وعرّفهم وقال: من لهم؟ فابتدرت جماعة من أهل الصفة وغيرهم عدّتهم ثمانون وقالوا: نحن، فَوَلِّ[1] علينا من شئت.

فاستدعى أبا بكر [وقال: امض][2] فمضى وتبعه القوم، فهزموه وقتلوا جمعاً كثيراً من المسلمين، وانهزم أبو بكر وجاء إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله، فبعث عمر فهزموه أيضاً، فساء النبي صلّى الله عليه وآله ذلك، فقال عمرو بن العاص: ابعثني يا رسول الله فإنّ الحرب خدعة ولعلّي أخدعهم، فأنفذه مع جماعة فلمّا صاروا[3] إلى الوادي خرجوا إليه، فهزموه وقتلوا من أصحابه جماعة.

ثمّ دعا أمير المؤمنين عليه السلام، ثمّ بعثه إليهم ودعا له وخرج معه مشيّعاً له إلى مسجد الأحزاب، وأنفذ معه جماعة منهم أبو بكر وعمر وعمرو بن العاص، فسار بهم نحو العراق منكبّاً عن الطريق حتّى ظنّوا انّه يريد بهم غير ذلك الوجه، ثمّ أخذهم[4] على طريق غامضة، واستقبل الوادي من فمه.

وكان عليه السلام يسير الليل ويكمن النهار، فلمّا قرب من الوادي أمر أصحابه أن يخفوا حسّهم[5]، وأوقفهم مكاناً وتقدّم أمامهم ناحية، فلمّا رأى عمرو بن العاص فعله لم يشك في كون الفتح له، فخوّف أبا بكر وقال: إنّ هذه أرض ذات ضباع وذئاب، كثيرة الحجارة، وهي أشد علينا من بني سليم، والمصلحة أن نعلوا


[1] في "ج": أمّر.

[2] أثبتناه من "ج".

[3] في "ب": صعدوا.

[4] في "ج": اتّجه بهم.

[5] في "ج": يخفوا أصواتهم.

اسم الکتاب : إرشاد القلوب المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد    الجزء : 2  صفحة : 68
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست