responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إرشاد القلوب المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 243
فكان اعترافه بذلك حق شكري[1].

وينبغي للعبد أن يشكر على البلاء كما يشكر على الرخاء، وروي انّ الله سبحانه قال: يا داود انّي خلقت الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضّة، وجعلت سقوفها الزمرد، وطليها[2] الياقوت، وترابها المسك الأذفر، وأحجارها الدر واللؤلؤ، وسكّانها الحور العين، أتدري يا داود لمن أعددت هذا؟ قال: لا وعزتك يا الهي، فقال: هذا أعددته لقوم كانوا يعدّون البلاء نعمة، والرخاء مصيبة[3].

ولا شك انّ البلاء من الأمراض وغيرها يوجب العوض على الألم والثواب على الصبر عليه، ويكفّر السيئات، ويذكر بالنعمة أيّام الصحة، ويحث على التوبة والصدقة، وهو اختيار الله تعالى للعبد، وقد قال سبحانه: {ويختار ما كان لهم الخيرة}[4].

عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام قال: مثل المؤمن مثل كفتي الميزان، كلما زيد في ايمانه زيد في بلائه ليلقى الله عزوجل ولا خطيئة له[5].

والنعم قد تكون استدراجاً فتكون أعظم المصائب، وان لم تكن استدراجاً فانّها توجب الشكر، والشكر أيضاً نعمة توجب الاعتراف بالتقصير، ولا شك انّ زيادة النعم وكثرتها ملهية عن الله تعالى، ولهذا اختار لأوليائه وعباده الصالحين الفقر، وحبس الدنيا عنهم لأنّه قال في بعض وحيه:

"وعزتي وجلالي لولا حيائي من عبدي المؤمن ما تركت له خرقة يواري بها جسده، وانّي إذا أكملت ايمان عبدي المؤمن أبليته بفقر الدنيا في ماله أو مرض في


[1] عنه البحار 14: 40 ح 25.

[2] في "ج": طينها.

[3] عنه معالم الزلفى: 433.

[4] القصص: 68.

[5] أمالي الطوسي: 631 ح1 مجلس: 25; عنه البحار 67: 243 ح 82.

اسم الکتاب : إرشاد القلوب المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد    الجزء : 1  صفحة : 243
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست