"وعزّتي وجلالي وعظمتي وارتفاعي لأقطعنّ أمل كل مؤمّل غيري باليأس، ولأكسونّه ثوب المذلّة في الناس، ولابعدنّه من فرجي[1] وفضلي، أيؤمّل عبدي في الشدائد غيري والشدائد بيدي، ويرجو سواي وأنا الغني الجواد، أبواب الحوائج عندي، وبيدي مفاتيحها وهي مغلقة، فما لي أرى عبدي معرضاً عنّي وقد غطّيته بجودي وكرمي ما لم يسألني، فأعرض عنّي وسأل في حوائجه غيري، وأنا الله لا اله إلاّ أنا، ابتدىء بالعطيّة من غير مسألة، أفأُسأل فلا أجود؟! كلاّ، أليس الجود والكرم لي؟ أليس الدنيا والآخرة بيدي؟ فلو انّ كل واحد من أهل السماوات والأرض سألني مثل ملك السماوات والأرض فأعطيته ما نقص ذلك من ملكي مثل جناح بعوضة، فيا بؤساً لمن أعرض عنّي، وسأل في حوائجه وشدائده غيري".
قال: فقلت له: أعد علىّ هذا الكلام، فعاد ثلاث مرّات فحفظته وقلت في نفسي: لا والله لا أسأل أحداً حاجة، ثم لزمت بيتي فما لبثت أيّاماً إلاّ وأتاني الله برزق، قضيت منه ديني، وأصلحت به أمر عيالي، والحمد لله رب العالمين[2].