يقول مصنف هذا الكتاب رحمه الله: انتبه أيّها الإنسان من رقدتك، وافق من سكرتك، واعمل وأنت في مهل قبل حلول الأجل، وجد بما[1] في يديك لما بين يديك[2]، فإنّ أمامك عقبةً كؤداً لا يقطعها الاّ المخفّون، فأحسن الإستعداد لها من دار تدخلها عرياناً وتخرج منها عرياناً، كما قال تعالى:
{ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أوّل مرّة وتركتم ما خوّلناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم}[3].
وقال النبي صلى الله عليه وآله: اعملوا في الصحّة قبل السقم، وفي الشباب قبل الهرم، وفي الفراغ قبل الشغل، وفى الحياة قبل الموت، وقد نزل جبرئيل عليه السلام اليّ وقال لي: يا محمد ربّك يقرئك السلام ويقول لك: "كل ساعة تذكرني