اسم الکتاب : الأذان بين الأصالة والتحريف المؤلف : الشهرستاني، السيد علي الجزء : 1 صفحة : 411
مكّة (سنة 793 هـ)
جاء في صبح الاعشى:... وولي ابنه صلاح [ بن عليّ بن محمّد ] وتابعه الزيدية، وكان بعضهم ينكر إمامته لعدم استكمال الشروط فيه، فيقول: "أنا لكم ما شئتم إمام أو سلطان"، ثمّ مات سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة، وقام بعده ابنه نجاح فامتنع الزيدية من بيعته... إلى أن يقول: قال في مسالك الأبصار: ولشيعة هذا الإمام فيه حُسْنُ الاعتقاد، حتّى أنّهم يستشفون بدعائه، ويُمرُّون يده على مرضاهم، ويستسقون به المطر إذا اجدبوا، ويبالغون في ذلك كلّ المبالغة، ثمّ قال: ولا يَكْبُرُ لإمام هذه سيرته ـ في التواضع لله، وحسن المعاملة لخلقه، وهو من ذلك الأصل الطاهر والعنصر الطيب ـ أن يجاب دعاؤه ويتقبل منه، قال: وزيُّ هذا الإمام وأتباعه زيّ العرب في لباسهم والعمامة والحنك، وينادى عندهم بالأذان " حيّ على خير العمل "[1].
صنعاء (سنة 900هـ تقريباً)
ذكر صاحب البدر الطالع في ترجمة محمّد بن الحسن بن مرغم الزيدي اليماني (المولود 836 والمتوفى 931) ما نصّه: لما افتتح السلطان عامر بن عبدالوهاب صنعاء ومايليها من البلاد [ كان ] يجلّه ويقبل شفاعته لأجل اتصاله بالإمام الناصر الحسن بن عزالدين بن الحسن.
ولما صلّى السلطان عامرٌ بجامع صنعاء أوّلَ جمعة فأراد المؤذن أن يسقط من الأذان " حيّ على خير العمل " فمنعه محمّد بن الحسن الزيدي، فالتفـت إلـيه جمـيع من في المسجد من جند السلطان وهم ألوف مؤلّفـة، وعُدَّ ذلك من تصلّـبه