responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أدب المحنة أو شعراء المحسن بن علي(ع) المؤلف : الحلو، السيد محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 296
في خضم هذا التسابق الأدبي قصبة السبق في غرض الرثاء، الذي صار سمة شاعريته تعبيراً عن مأساة آل البيت (عليهم السلام)، وقدّم الأدب الشيعي أطروحته الأدبية، وانفتح على الاغراض الأخرى فابدع فيها تماشياً مع متطلبات المدارس الأدبية الأخرى، وحاولت المدرسة الأدبية الشيعية تقديم قراءة تاريخية لمجريات الاحداث الاسلامية وابتعدت عن مترفات الغرض الشعري الذي بات أنذاك سمةً تميّز مدارس الأدب البغدادية الأخرى، فمحاكاة النظام الحاكم ومديحه واستجلاب عطف فئة سياسية على حساب أخرى حفلت بها أدبيات هذه المدارس، وابتعد الأدب الشيعي ليكون أدباً ملتزماً يقدّم قضيتة ويعبر عن احساسه.

لم يُحِدْ الأدب الشيعي البغدادي عن أدب مدارس الأم، فمدرسة الأدب الحلية التي تميزت بالرثاء الحسيني، ومدرسة الأدب النجفية التي أبدعت في الرثاء الفاطمي، ومدرسة الادب البحرانية التي عُرفت بمدرسة أدب المأساة، ومدرسة الأدب القطيفية التي التزمت الدفاع عن عقائد الامامية، ومدرسة الادب العاملية التي انفتحت على مدارس الحواضر الإسلامية الأخرى لتقدّم الرؤية الصحيحة عن مذهب أهل البيت (عليهم السلام)، كل هذه المدارس شاركت في تأسيس مبتنيات المدرسة البغدادية الشيعية، وحاولت ارساء دعائمها كونها اكثر المدارس تعرضاً للمحاججة والاستجواب من قبل المدارس الإسلامية الأخرى، إذن، كانت مدرسة بغداد حصيلة هذه المدارس الأدبية، ولا نعني الغاء شخصية هذه المدرسة وخصوصياتها، بل اننا نحتفظ برؤيتنا عن هذه المدرسة ذات الاختصاص الشيعي الصرف والمنفتح على ثقافات المدارس الأخرى.

اسم الکتاب : أدب المحنة أو شعراء المحسن بن علي(ع) المؤلف : الحلو، السيد محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 296
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست