responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أدب المحنة أو شعراء المحسن بن علي(ع) المؤلف : الحلو، السيد محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 262
لونها الخاص وتوجهاتها المعروفة.

كان الشعر العاملي قد تأثر ببيئته الجميلة وروعة الطبيعة العاملية التي خلقت من الشاعر رقة في الاحساس تميز عن الشعر الحجازي مثلا الذي إنعكست عليه شدة الظروف البيئية القاسية ذات الطبيعية الصحراوية، فجاءت مقطوعات الحجازيين شديدة لها وقعها البدوي المتميز.

في حين استلهمت الأدبيات العاملية جمالية البيئة حتى انعكست هذه على نتاجات العامليين فتجدها رقيقة لطيفة.

جمع الشيخ عبد الحسين العاملي رحمه الله بين احساسات العامليين الأدبية الرقيقة وبين توجهات المدرسة العلمية النجفية، وحاول الجمع بين هذين التوجهين ليخرج شعره رقيقاً يلتزم الجنبة العلمية التحقيقية، فربّ شعر رقيق يعبّر عن وجدانيات صاحبه يُلغي عن حساباته التحقيق العلمي، ورب شعر تحقيقي ينقل الغرض فقط دون أن يؤثر في مشاعر القارىء أو السامع واحساساته، إلاّ أن شعر الشيخ عبد الحسين العاملي قدّم النموذجين في قصيدة واحدة فراعى الجانب التحقيقي ليحافظ في نفس الوقت على رقه: إحساسه ومشاعره الجياشة.

كانت قصائده الفاطمية فصلا مهما من تأريخ الأدب الفاطمي حيث أكد المأساة ونقل فاجعة إسقاط المحسن في مقطوعته وعبّر عنها بحديث الباب، وهي رمزية رائعة استخدمها الشاعر لا لشيء، بل إشارة ذكية تؤكد أن واقعة الاسقاط صارت احدى بديهيات التأريخ الفاطمي فيبتعد عن سردها ليجعل القارىء نفسه يتكفل في معايشتها أو في معرفتها إن لم ترتكز في

اسم الکتاب : أدب المحنة أو شعراء المحسن بن علي(ع) المؤلف : الحلو، السيد محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 262
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست