responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أدب المحنة أو شعراء المحسن بن علي(ع) المؤلف : الحلو، السيد محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 230
توحدت المدارس التاريخية إلى مدرسة واحدة، وأنتجت رؤية عقلائية موحدة في معرفة ملابسات الحدث، وتكاملت المشاريع التاريخية إلى وحدة تاريخية تقرر النتيجة وتشترك في الهدف.

فالقضية التي يدوّنها مؤرخ، تختلف في نتائجها عن القضية التي يؤرخها آخر، والرؤية التي يقررها الناقد، تفترق عن تلك التي يقررها غيرهُ، وهكذا تدور الاحداث حول محور الفلسفة الخاصة للمدرسة التي ينتمي اليها القارىء أو المؤرخ أو الناقد أو غير ذلك من هؤلاء.

وهكذا مأساة الزهراء (عليها السلام)، تتضارب فيها الفلسفات، وتُهزم من خلالها الرؤى فلا تكاد تقوى على الاقرار، ولا تصمد أمام الثوابت المسلّمة من قبل الجميع، وتنسحب هذه المحنة على القصيدة العربية كذلك، فترتكز في دواخل الشاعر رؤيته التقليدية التي ورثها من أسلافه الأقدمين.

وهي ما أظهرته مقطوعة شاعر النيل حافظ ابراهيم، حيث سلّم بحادثة الدار، وأكّدها على أنها ثابتةَ من ثوابت تراثه الذي اعتاد سماعه من قبل، إلا أن الرؤية التقليدية للاحداث تُزاحم هذه الثوابت فيقرأها من وجهة نظره، ويدوّن حادثة الاحراق على أنها مفخرة من مفاخر الخليقة، أثبت فيها جرأته أمام فارس المسلمين.

هكذا تصرّف بالحادثة هذا الشاعر، ولعل الاقرار الذي أخذه على نفسه هي الحالة الخجلة التي تعاني منها المشاريع التنظيرية، فتختفي هذه الحادثة أحياناً وتظهر أخرى على أنها من، أروع المفاخر، وتعتاد هذه المشاريع على توجيه العثرات التاريخية فتحيلها إلى مكرمات لتنسحق بها حقائق

اسم الکتاب : أدب المحنة أو شعراء المحسن بن علي(ع) المؤلف : الحلو، السيد محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 230
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست