responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أدب المحنة أو شعراء المحسن بن علي(ع) المؤلف : الحلو، السيد محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 196
طغت ظاهرة التنظير هذه على المشروع الأدبي الشيعي، واستطاع الاديب أن يترجم طموحات الرؤية الامامية في بناء الشخصية الاسلامية، ووجهت القصيدة الشيعية إلى برمجة أخلاقيات أئمة آل البيت (عليهم السلام) وملامح حياتهم المليئة بالجهاد والثورة، ولم تعني القصيدة الشيعية من الثورة محاولة التغيير السياسي، بل إتسع هذا المفهوم ليشمل محاولات تغيير كل مجالات الحياة بما في ذلك سلوكية النفس وتوجيهها إلى مراقي الكمال، لذا فان الشاعر الامامي إلتزم في بعض رثائياته إلى محاولات الوعظ والارشاد وتوجيه المأساة إلى محاولات اصلاحية ترقى من خلالها النفس إلى معارج الكمال.

أحدثت هذه "المدرسة الرثائية الوعظية" تحولا ملحوظاً في أغراض القصيدة الرثائية، ولم يعد الرثاء حالة استعطاف وتحريك مشاعر، بل صار الرثاء سبباً تربوياً يستطيع الشاعر من خلاله إلى ان ينحى منحى الموجّه المرشد، وتتغير ملامح الرثاء الأدبي من البكاء على الاطلال الجاهلي، إلى حالة تربوية يوجهها شاعر آل البيت (عليهم السلام) مستلهما من سلوكية الأئمة المعصومين (عليهم السلام) محاولة بناء واكتمال.

قدّم الشيخ حسن الخطي نموذجاً ناجحاً من هذا اللون الرثائي وسلك مسلكاً تربوياً يستغل به مأساة آل البيت (عليهم السلام) ليقدّم طروحاته الاخلاقية، ويؤكد في محاولته هذه إلى أن الدنيا لم تكن دار راحة واستقرار، بل هي دار عناء وبلاء منطلقاً من توجيهات آل البيت (عليهم السلام)، ويستدل على أنها كذلك، بما جرى على خيرة الخلق وأفضل البرية محمد و آل محمد عليهم صلوات الله أجمعين، وكونهم أقرب الخلق إلى الله تعالى وأحبهم اليه وأفضلهم عنده، ومع

اسم الکتاب : أدب المحنة أو شعراء المحسن بن علي(ع) المؤلف : الحلو، السيد محمد علي    الجزء : 1  صفحة : 196
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست