يقول: هذا نبي هذه الأمة، ثم راح إلى أخوالي فأخبرهم الخبر فأخبروا أمي، فخافت عليّ فخرجنا من المدينة.
فلما كان بالأبواء- منزل بين المسجدين- توفيت آمنة، فرجعت به أم أيمن على البعير.
115- و كانت أم أيمن تحدث و تقول: أتاني رجلان من اليهود يوما نصف النهار بالمدينة فقالا: أخرجي لنا أحمد ننظر إليه، فنظرا إليه مليا حتى إنهما لينظران إلى سرّته ثم قال أحدهما لصاحبه: هذا نبي هذه الأمة، و هذه دار هجرته، و سيكون لهذه البلدة من القتل و السبي أمر عظيم.
قالت أم أيمن: فوعيت ذلك كله من كلامهما.
ثم رجعت به أم أيمن على البعير.
116- و كانت أم أيمن تحضنه، فورث رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) من أمه أم أيمن: جارية و خمسة جمال أوارك و قطيع غنم، فلما تزوج أعتقها.
117- و كان عبد المطلب يرق عليه أكثر ما يرق ....
(115)- قوله: «و كانت أم أيمن»:
أخرجه ابن سعد في الطبقات [1/ 116]، و من طريقه ابن الجوزي في المنتظم [2/ 272]، و أبو نعيم في الدلائل [1/ 163] رقم 99.
(116)- قوله: «و خمسة جمال أوارك»:
الإبل الأوارك: هي التي تربى بين شجر الأراك، و قيل: هي المقيمات في الحمض، فإذا كان البعير يأكل الأراك، قيل: آرك، و عند العرب: أطيب الألبان ألبان الأوارك.