لا مقام لي، هو يفتح هذه، فهرب إلى تيماء، فأقام معهم حتى كان في خلافة عمر رضي اللّه عنه فمات حين أجلى عمر يهود خيبر و فدك.
51- و روي عنه أنه كان يقول: قد أظل خروج نبي يقال له أحمد، يخرج من الحرم، فقال خليفة بن ثعلبة الأشهلي كالمستهزىء به:
ما صفته؟ قال: رجل ليس بالقصير و لا بالطويل، في عينيه حمرة، يلبس الشملة، و يركب الحمار، سيفه على عاتقه، و هذا البلد مهاجره.
قال: فخرجت إلى قومي بني خدرة و أنا يومئذ أتعجب مما قال، فأسمع رجلا يقول: و يوشع يقول هذا وحده؟! كل يهود يثرب تقول هذا.
فقال الزبير بن باطا: قد طلع الكوكب الأحمر الذي لم يطلع إلا بخروج نبي و ظهوره، و لم يبق إلا أحمد، و هذه مهاجره.
قال أبو سعيد: فلما قدم رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم) المدينة مهاجرا أخبره أبيّ بهذا الخبر، فقال رسول اللّه (صلى الله عليه و سلم): لو أسلم الزبير و ذووه من رؤسائه لأسلمت اليهود كلها، لأنهم كانوا تبعا لرؤسائهم.
(51)- قوله: «و روي عنه أنه كان يقول»:
الذي روى ذلك عنه هو أبو أبي سعيد الخدري مالك بن سنان، أخرجه أبو نعيم في الدلائل [1/ 79] رقم 40 من حديث عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، قال: سمعت أبي: مالك بن سنان يقول: جئت بني عبد الأشهل يوما لأتحدث فيهم- و نحن يومئذ في هدنة من الحرب- فسمعت يوشع اليهودي يقول: أظل خروج نبي ... القصة.
و أخرج نحوه بمعناه ابن سعد في الطبقات [1/ 159] من طريق الواقدي، حدثني عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه قال: كان الزبير بن باطا- و كان أعلم اليهود- ... فذكر نحوه.